في غضون عشرة شهور بلّور الأرجنتيني دييغو بابلو سيموني فريقاً يستطيع التصدي لثنائية برشلونة وريال مدريد في الدوري الإسباني لكرة القدم، وذلك بعدما أدخل عقلية الفوز إلى أتلتيكو مدريد. وأصبح اللاعبون يخوضون كل مباراة وهم مقتنعون بقدرتهم على حصد نقاطها الثلاث. فقد فرض أتليتيكو إيقاعه خصوصاً منذ أن توّج بلقب "يوروبا ليغ"، وها هو يلتحق بصدارة ال"ليغا" مجاوراً برشلونة في نهاية المرحلة العاشرة من البطولة، إذ يحتل المركز الثاني برصيد 25 نقطة وبفارق ثلاث عن برسا. ولم تخرج صدارة الدوري الإسباني عن ريال مدريد وبرشلونة منذ عام 2008، أما آخر فريق نجح في إنتزاع اللقب منهما فكان فالنسيا في 2004. وعلى غرار أتلتيكو، إقتحم نجمه الكولومبي راداميل فالكاو غارسيا هيمنة الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو على الأضواء، وبات جديراً بالمنافسة على "الكرة الذهبية"، علماً أنه يرى نفسه بعيداً من ترشيحات الفوز بالجائزة التي تمنح سنوياً لأفضل لاعب في العالم، فقط لكونه يحمل الجنسية الكولومبية. وعلى رغم الإجماع الدولي على أنه أفضل رأس حربة في العالم في الوقت الحاضر، فإن "النمر" إستبعد نفسه من حسابات الترشيح للقب أفضل لاعب. ويدرك فالكاو، القادم قبل موسمين إلى "فيتشنتي كالديرون" من بورتو البرتغالي، ماذا تعني المنافسة المباشرة مع نجمي برشلونة وريال مدريد. وهو أعرب عن سعادته بالصراع معهما على صدارة ترتيب هدافي ال"ليغا" (يحتل المركز الثالث ب10 أهداف خلف ميسي ورونالدو)، مشيراً إلى أنه يأمل الإستمرار في مقارعتهما حتى نهاية الموسم. وقال: "أنا فخور لأني تفوقت عليهما في إحدى المراحل هذا الموسم، وآمل في أن أستمر في منافستهما أطول فترة ممكنة". وبفضل إصابات فالكاو، نجح أتلتيكو مدريد في تقديم أفضل بداية له في ال"ليغا" منذ 1995. ويعتبر لاعب ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد سابقاً الألماني برند شوستر أن فالكاو لا يقل أهمية عن ميسي ورونالدو. وظهر الفارق الذي يصنعه فالكاو (26 سنة) بوضوح على نتائج أتلتيكو عندما سجل إصابة الفوز في مرمى ريال سوسييداد (1- صفر). كان الفريق المدريدي في طريقه إلى الخروج بتعادل سلبي قبل أن يحصل على ضربة حرة مباشرة في الدقيقة الأخيرة، إنبرى لها فالكاو بنجاح مسجلاً هدفاً ثميناً. حتى المرحلة العاشرة من ال"ليغا"، سجل فالكاو 49 إصابة في 60 مباراة رسمية مع أتلتيكو مدريد، فضلاً عن أهدافه الحيوية التي وضعت منتخب بلاده على السكة السليمة في الطريق المؤدية إلى نهائيات مونديال 2014 في البرازيل، إذ تحتل كولومبيا المركز الثالث برصيد 16 نقطة خلف الأرجنتين (20) والإكوادور (17). لم يشذ راداميل، الذي إكتسب إسمه من الحب الكبير الذي يكنه والده للاعب البرازيلي السابق فالكاو، عن القاعدة، شأنه في ذلك شأن أي نجم متألق، فقد أشارت التقارير إلى أنه مرشّح للرحيل عن أتلتيكو مدريد بسبب معاناة النادي من مشاكل مادية، وإن وجهته التالية قد تكون ريال مدريد، علماً أن فرقاً أخرى دخلت على خط الصراع لإجتذاب أبرز النجوم، وفالكاو بينهم، في مقدمهم تشلسي ومانشستر سيتي وباريس سان جرمان التي تؤهلها ملايين مالكيها الجدد لضمّ أي لاعب، مهما علا شأنه. وأفادت تقارير أن "النادي الملكي" يرغب في ضمّ فالكاو، وأن الكولومبي بدوره يتمنى ذلك، وأن أتلتيكو مدريد مستعد للتفاوض. كما أن أن البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب مدريد معجب كثيراً باللاعب، ويقدّر "كثرة الأهداف التي يحرزها في المباريات المهمة". وكان والد اللاعب صرح في أيلول (سبتمبر) أن حلم إبنه يتمثل في "أن يكون لاعباً في ريال مدريد. دائماً، منذ كان طفلاً وهو يتمنى اللعب هناك". كما يبدو أن إهتمام ريال مدريد بفالكاو زاد أخيراً، ويُفترض أن يكون قد حدث أول تحّرك للحصول على خدماته. من جانبه، أعلن إنريكي سيريزو، رئيس أتلتيكو مدريد، أن عقد فالكاو يتضمن شرطاً جزائياً قيمته 60 مليون يورو، "ونحن جاهزون لبحث أي عرض نتلقاه". ويعني بيع فالكاو "القضاء عملياً على المشكلات المالية للنادي"، كما صرّح مديره العام ميغيل أنخل خيل. كما أن البليونير الروسي رومان إبرهيموفيتش، مالك تشلسي، أعطى توجيهات لمجلس إدارة ناديه لإتخاذ الخطوات الآيلة الى الحصول على توقيع الهداف الكولومبي مهما بلغت قيمته.