لولا الظروف، لكنت أول من حضر «القمة الآسيوية» بين قطبي المدينة العروس جدة، الاتحاد والأهلي، لأن الحدث استثنائي ونادر حدوثه، ليس فقط في تاريخ دوري أبطال آسيا وبحسب، بل في تاريخ البطولات الآسيوية منذ انطلاقتها في العام 1967. بحثت في ملفات تاريخ البطولات للوصول لأية نتيجة شهدت مواجهة «دربي» لأي مدينة آسيوية، فوجدت واحدة جمعت بين غامبا وسيريزو، قطبا مدينة أوساكا اليابانية، وبالطبع لم ترتقِ هذه المواجهة بينهما إلى مسامع آذان القارة الصفراء، ومن الصعب مقارنة «دربي» أوساكا ب«دربي» جدة! شخصياً، أنا من عشاق مدينة أوساكا، وعشت فيها قرابة الشهر في العام 2008، وأصبحت من محبي فريق غامبا بطل دوري أبطال آسيا في العام ذاته. هناك تجتمع الناس على حب كرة القدم ويحظى «غامبا» بجماهيرية جارفة. كنت أخوض دورة معايشة في الإدارة الرياضية بالنادي، وبكل أمانة استفدت كثيراً منها. لكن جنون كرة القدم الذي عشته وشاهدته وسمعته في مدينة جدة يعتبر أمراً آخر لم أجد له مثيل هناك. أجواء كرة القدم ليست كما هي في أوساكا أو طشقند، أو حتى هناك في الإمارات وقطر والكويت. من نظرة بعيون شخص لا يعيش فيها، لا أبالغ أن قلت إن مدينة جدة تتنفس كرة القدم بقوة ولا أرى مكاناً آخر يضاهيها، هذا الأمر أتابعه بعناية منذ العام 2000. لكنني أعتقد أن الآسيويين يعرفون جدة كروياً منذ بزوغ نجم اتحادها في العام 2004، إذا وجدوا في هذا النادي منافس عنيد على اللقب الآسيوي بنظامه المستحدث، لا أقول إن آسيا لا تعرف الأندية الأخرى في منطقة غرب آسيا، بل أقول إنه بفضل الاتحاد حصلت المدينة على لقب دوري أبطال آسيا مرتين متتاليتين، فأصبح اسمها مدوناً مرتين في سجلات البطولة. أيضاً منذ دوري أبطال آسيا حتى النسخة الحالية، تعد مدينة جدة أكثر المدن الآسيوية استضافة للادوار النهائية ب18 مباراة من أصل 32 مدينة آسيوية استضافة الأدوار النهائية للبطولة. اسم جدة أصبح علامة تسويقية لدوري أبطال آسيا، وأنا على يقين بأن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سعيد بوجود مدينة مثل جدة في آسيا، ويتمنى بأن توجد مدينة مثلها تستطيع تقديم «دربي» بنكهة آسيوية لعشاق كرة القدم في القارة الصفراء. لذلك لا مجاملة ولا مبالغة عندما نطلق على جدة لقب «عاصمة كرة القدم الآسيوية» فهي الأبرز والأفضل والامتع في تقديم كرة قدم على مستوى القارة، أرى بأنه يجب على القائمين عليها المحافظة على محتوى كرة القدم فيها وتطويرها، فالعروس كانت الرابح الأكبر في هذه القمة الآسيوية، ونتمنى أن تكتمل هذه الجمالية بفوز الأهلي باللقب الآسيوي والتأهل لكأس العالم للأندية. [email protected]