تواصلت وفود المعزّين على مخيم العزاء المقام لضحايا حادثة حفلة زفاف هجرة عين دار الجديدة، بينهم وفد كبير من أهالي بلدة القديح (محافظة القطيف)، التي شهدت كارثة مماثلة قبل 14 سنة، خلّفت 76 ضحية من نساء وأطفال، وعشرات الجرحى. وبادر وفد أهالي القديح، إلى مواساة أهالي عين دار في مصابهم الجلل، والاطمئنان على سلامة المصابين. وكان في استقبالهم ذوو الضحايا، يتقدمهم رئيس مركز عين دار الجديدة الشيخ فهد عبدالله بن بعيث، الذي رحب بهم، وشكرهم على هذه الزيارة، التي «تدل على اللحمة الوطنية، وترابط أبناء الوطن»، بحسب قوله. ويزدحم المخيم يومياً بالمعزّين، من مواطنين ومسؤولي ومديري دوائر حكومية وشركات خاصة. إلى ذلك، عقد مدير مكتب التربية والتعليم في بقيق معاذ الجعفري، أمس، اجتماعاً «عاجلاً»، مع أعضاء مجلس المكتب والمشرفين التربويين، لوضع أفكار تساعد على إعداد برنامج متكامل، لإخراج طلاب عين دار الجديدة من الأزمة التي يعانون منها، بعد وقوع الحادثة الأليمة. وأوضح الجعفري ل «الحياة»، أن «الاجتماع بحث تشكيل لجنة تربوية، تضم مرشدين طلابيين أكفاء في قطاع بقيق، وعمل برنامج متكامل لإخراج الطلاب من الأزمة النفسية التي يمرون بها في الوقت الراهن». وقال: «إن معظم الطلاب تأثروا بالحادثة، التي تعتبر مصاباً للجميع وليس لأهل عين دار الجديدة فقط». وأضاف أن «مجلس المكتب قام باختيار فريق العمل، من المرشدين الطلابيين، والمشرفين التربويين، الذين سيقومون ببلورة الأفكار المقترحة من المشرفين التربويين، ضمن برنامج للطلاب المستهدفين في عين دار الجديدة، وتم العمل بعد انتهاء الاجتماع مباشرة على حصر أسماء الطلاب الذين فقدوا أحد أقاربهم من الدرجة الأولى». كما قرر المجلس زيارة رئيس مركز عين دار الجديدة، وعدد من أسر الضحايا، لتعزيتهم والاستماع إلى أفكارهم حيال البرنامج الذي يعتزم مكتب التربية والتعليم في بقيق، تنفيذه خلال الأسبوع الجاري، وتطبيق الأفكار المناسبة. كما قرر مجلس المكتب عمل برنامج آخر، يشمل جميع طلاب عين دار الجديدة. وأكد الجعفري، على المشرفين التربويين، ضرورة «التأكد من تطبيق جوانب الأمن والسلامة في المدارس، من طفايات حريق، وخراطيم ماء، ومخارج طوارئ، من أجل ضمان سلامة الطلبة، وعلاج ما يمكن علاجه في لحظة اكتشاف أي خلل في الأمن والسلامة»، مشدداً على ضرورة «التأكد من تطبيق خطط الإخلاء بشكل دوري، وذلك من أجل سلامة الطلبة».