عاد الرئيس الأميركي بارك أوباما إلى حملته الانتخابية الخميس بعد أن علقها في وقت سابق هذا الأسبوع بسبب الإعصار «ساندي» الذي اجتاح البلاد. وتوجه أوباما إلى أوهايو مجدداً امس، بعد مهرجانات حاشدة الخميس في ويسكونسن ونيفادا وحضوره تجمعاً في جامعة كولورادو في بولدر في ثالث زيارة يقوم بها للجامعة منذ نيسان (أبريل) الماضي. وأشار الرئيس إلى الدمار الذي ألحق بالساحل الشرقي للبلاد بسبب الإعصار «ساندي»، وقال: «على مدى الأيام الثلاثة الماضية كنا جميعاً نركز على واحدة من أسوأ العواصف التي تجتاح البلاد وتواضعنا وخشعنا أمام قدرة الطبيعة المدمرة. ونحن ننعى الذين توفوا وبالطبع فإن قلوبنا وأفكارنا وصلواتنا للأسر التي تضررت. ونتعهد بمساعدة الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب. كنت للتو أجري اتصالاً هاتفياً مع بعض المسؤولين المحليين في نيويورك والحاكم كومو ومازال أمامهم طريق طويل في التعامل مع العاصفة الرهيبة. لكن الأيام الماضية كانت ملهمة لنا كذلك لأن الكوارث عندما تقع نرى أفضل ما في أميركا». وأوضح أن «الخلافات الصغيرة التي تستهلكنا في الأوقات العادية تتبدد كلها. رأينا ذلك هنا في كولورادو في الحرائق هذا الصيف ثم في مأساة أورورا المروعة. في لحظات مثل هذه نتذكر انه ليس هناك ديموقراطيون وجمهوريون في أوقات الأزمات هناك فقط أميركيون». ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الثلثاء المقبل، قال أوباما للحشد الذي ضم أكثر من عشرة آلاف شخص أنه مازال مرشح التغيير. وقال: «لذلك فأنا اعرف ما هو التغيير الحقيقي لأنني حاربت من أجله ولدي من الجروح ما يثبت ذلك وشاب شعري من أجل ذلك. وأنتم حاربتم من أجله كذلك. وبعد كل ما مررنا به معاً لا يمكننا أن نتخلى عنه الآن». بلومبرغ يؤيد أوباما ومع توجه أوباما مجدداً إلى ولاية أوهايو المتأرجحة، اعلن رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ دعمه للرئيس الديموقراطي في حملة الانتخابات الرئاسية، معتبراً أن جهوده لمكافحة التغيير المناخي تطغى على أدائه في الاقتصاد. ووصل بلومبرغ إلى منصبه على رأس بلدية نيويورك كجمهوري غير انه انفصل بعدها عن الحزب وهو اليوم يدير كبرى مدن الولاياتالمتحدة من موقف مستقل ولم يؤيد أياً من المرشحين في انتخابات 2008 بعدما دعم جورج بوش عام 2004. وقال بلومبرغ إن رد الرئيس على الإعصار «ساندي» المدمر الذي غمر بالسيول القسم الأكبر من مانهاتن السفلى وأدى إلى مقتل أربعين شخصاً في نيويورك، كان له تأثير في قراره دعم الرئيس الديموقراطي. وقال بلومبرغ إن «الدمار الذي انزله الأعصار ساندي بمدينة نيويورك والقسم الأكبر من شمال شرقي البلاد من خسائر بالأرواح والمنازل والمحال سلط الضوء على الرهان في الانتخابات الرئاسية الثلثاء». وقال: «نحن بحاجة إلى دور قيادي من البيت الأبيض وعلى مدى السنوات الأربع الأخيرة اتخذ الرئيس باراك أوباما خطوات كبرى لتخفيض استهلاكنا لثاني أكسيد الكربون بما في ذلك تحديد معايير عالية لكفاءة الوقود بالنسبة للسيارات والشاحنات». وأتى موقف بلومبرغ بمثابة مفاجأة قبل خمسة أيام من الانتخابات الرئاسية. ورحب أوباما بهذا التأييد وقال في بيان: «إنني اكن له احتراماً كبيراً في الأعمال والأنشطة الخيرية والحكم، وأقدر العمل الهائل الذي يقوم به في الوقت الحاضر في قيادة مدينة نيويورك وسط هذه الأيام الصعبة». غير أن بلومبرغ أشار في الوقت ذاته، إلى انه بعدما قدم أوباما نفسه عام 2008 على انه براغماتي يعمل على حل المشاكل وإقامة إجماع، فهو «خصص القليل من وقته وجهوده لإنشاء ودعم ائتلاف من الوسطيين». وتابع انه «بدل أن يوحد البلاد حول رسالة تضحية مشتركة، دخل في هجمات حزبية واعتمد أجندة شعبوية مثيرة للانقسام تركز على إعادة توزيع الدخل اكثر منها على استحداثه». وأقر أوباما في بيانه بأنه لم يكن على توافق على الدوام مع بلومبرغ. وقال: «قد لا نكون متفقين على كل المسائل، إلا أننا متفقان على اهم مسألة في زمننا وهي أن الأساس لاقتصاد قوي هو الاستثمار في مهارات شعبنا وتعليمه، وعلى أن إصلاح نظام الهجرة أساسي من اجل قيام ديموقراطية منفتحة وحيوية وأن التغيير المناخي يشكل تهديداً لمستقبل أولادنا».