دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون السلطة والمعارضة في البانيا الى تجاوز الازمة السياسية التي تمنعهما منذ ثلاث سنوات من تبني اصلاحات وتعرقل مسيرة انضمام البلاد الى الاتحاد الاوروبي. وقالت كلينتون في خطاب امام البرلمان في تيرانا انه «يتعين على المسؤولين الالبان ان يبنوا ثقافة التعاون وتجاوز الخلافات السياسية». وأضافت: «اذا تمكنتم من الحؤول دون ان تؤدي هذه الخلافات الى انقسامات لا عودة عنها، وتمكنتم من تغليب مصالح البانيا على مصالحكم الشخصية، عندها ستتمكنون من بناء ديموقراطية دائمة. ولكن عليكم التحرك فوراً». وتشهد البانيا ازمة سياسية مفتوحة منذ الانتخابات الاشتراعية التي أجرت في تموز (يوليو) 2009، اذ يسود البلاد مناخ من الحذر الشديد بين اليمين الحاكم والمعارضة الاشتراكية التي لم تعترف بنتائج تلك الانتخابات ولا تزال مصرة على ان عمليات تزوير واسعة النطاق شابتها. وتحول هذه الأزمة السياسية من دون اقرار العديد من الاصلاحات، ولا سيما في المجال القضائي، وهي اصلاحات يضعها الاتحاد الاوروبي شرطاً اساسياً لقبول طلب تيرانا منحها وضع الدولة المرشحة لنيل عضويته، وهو طلب رفضته بروكسيل مرتين. وحضت وزيرة الخارجية الاميركية البانيا على مواصلة الاصلاحات، مشيرة في هذا الخصوص الى ضرورة تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وكذلك ايضاً الى ضرورة ان يكون القضاء مستقلاً ووجوب تعزيز مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد. في المقابل، رحبت كلينتون بالانجازات التي حققتها البانيا منذ انهيار المنظومة الشيوعية في 1991 وجددت تأكيدها دعم واشنطن لكل الجهود التي تبذلها السلطات الالبانية في هذا المجال. وقالت ان «الولاياتالمتحدة وقفت الى جانبكم طيلة السنوات المئة التي تلت استقلالكم. سنقف الى جانبكم للسنوات المئة المقبلة وللقرن الذي يليها»، في اشارة الى الذكرى المئوية الاولى لقيام البانيا في تشرين الثاني (نوفمبر) 1912. والبانيا العضو في حلف شمال الاطلسي منذ 2009 قدمت طلب ترشيحها الى الاتحاد الاوروبي في العام نفسه وهي تأمل في الحصول على صفة المرشح لعضوية الاتحاد قبل نهاية هذا العام. وبعد خطابها امام البرلمان التقت كلينتون كلاً من الرئيس بوجار نيشاني ورئيس الوزراء صالح بريشا وزعيم المعارضة عيدي راما. والبانيا هي المحطة الاخيرة للوزيرة الاميركية في جولتها على دول البلقان والتي بدأتها الاثنين بزيارة للبوسنة انتقلت بعدها الى كوسوفو ومن ثم الى كرواتيا. وفي كل من هذه الدول التي زارتها، والتي رافقها في بعضها نظيرتها الاوروبية كاثرين آشتون، حضت كلينتون المسؤولين السياسيين على بذل مزيد من الجهود للتقارب مع الاتحاد الاوروبي. وفي ساراييفو حضت الوزيرة الاميركية زعماء المجموعات الثلاث المكونة للبوسنة (الصرب والمسلمون والكروات) على وضع حد لخلافاتهم السياسية اللامتناهية والتي تحول دون اقرار الاصلاحات التي تطالب بها بروكسيل. وحذرت ايضاً صرب البوسنة من اي محاولة للانفصال. اما بلغراد وبريشتينا فدعتهما كلينتون الى الحوار، مشددة على وجوب تطبيع العلاقات بين صربيا واقليمها السابق الذي استقل عنها في 2008 وأصبح دولة كوسوفو، وهو ما ترفض بلغراد الاعتراف به، علماً أن هذا الاعتراف هو شرط مسبق للاتحاد الاوروبي للبدء رسمياً مع صربيا بمفاوضات الانضمام. وكانت الولاياتالمتحدة خصوصاً دعمت بشدة مسيرة كوسوفو نحو الاستقلال. وخلال زيارتها لكرواتيا، الدولة العضو في حلف شمال الاطلسي منذ 2009 والمرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي في تموز (يوليو) 2013، طالبت كلينتون زغرب بتقاسم خبراتها في هذا المجال مع جيرانها، الذين تأخروا كثيرا بالمقارنة معها، على طريق الانضمام للكتلة الاوروبية. ومن اصل جمهوريات يوغوسلافيا السابقة الست التي اصبحت دولاً مستقلة منذ تفتت الجمهورية السوفياتية في العقد الاخير من القرن العشرين، وحدها سلوفينيا نجحت في نيل عضوية الاتحاد الاوروبي، وكان ذلك في 2004.