ناقش وزير النفط والثروة المعدنية المصري أسامة كمال مع السفير العراقي في القاهرة نزار الخيرالله، آفاق التعاون بين البلدين في مجال النفط والغاز. وأكد الخيرالله تطلع حكومته إلى آفاق واسعة للتعاون خصوصاً في تسويق البترول العراقي، لافتاً إلى أن العراق مقبل على تحديات كبيرة تتمثل في زيادة طاقته الإنتاجية، كما يواجه صعوبات في التسويق وفي محدودية طاقته التكريرية التي لا تكفي حاجاته المحلية. ولفت إلى أن العراق يستورد جزءاً من حاجاته مثل البنزين، خصوصاً أن المشاريع التي طرحت للاستثمار لم تدخل حيز التنفيذ بعد، مؤكداً رغبة بلاده في استغلال الطاقات التكريرية المتاحة في مصر. ورحّب كمال بالعرض العراقي خصوصاً أن مصر لديها طاقة تكريرية فائضة تراوح بين خمسة وستة ملايين طن، والقدرة على تطوير معامل التكرير ورفع كفاءتها وطاقتها، مشيراً إلى أوجه تكامل كثيرة بين البلدين يمكن تفعيلها لتحقيق الفائدة للشعبين. وأوضح أن في ظل امتلاك العراق طاقات إنتاجية هائلة من النفط الخام، يمكن من خلال استغلال الإمكانات المصرية زيادة القيمة المضافة للبترول العراقي عبر تكريره في المعامل المصرية، ومن خلال الموقع المتميز لمصر، الدخول إلى السوق الأفريقية البكر، لا سيما أن مصر عضو في مجموعة «كوميسا» الأفريقية التي تمنحها مزايا ضريبية وجمركية يمكن الاستفادة منها. ومن المقرر عقد اجتماع مع وزير البترول العراقي عبدالكريم اللعيبي قريباً لمناقشة مجالات التعاون ووضعها قيد التنفيذ، خصوصاً في ظل جدية الجانب العراقي في التركيز على البعد الاستراتيجي للتعاون الثنائي لتوظيف الموارد الاقتصادية بين البلدين في علاقات إستراتيجية، لا سيما دراسة إمكان عقد بروتوكول تعاون بآليات محددة تتضمن اتفاقات خدمات تشمل فئات الأسعار والتعامل بها لفترات زمنية يعاد النظر فيها وفي تقويمها كل فترة. واستعرض كمال المشروع الذي فازت به شركة «صان مصر» في العراق في حزيران (يونيو) الماضي والذي يتضمن عقدين لصيانة الأعمال الميكانيكية والكهربائية لحقول نفط الزبير جنوب البصرة لمدة سنتين.