تحولت 900 متر مربع هيأها عريس أول من أمس لتكون مقراً للاحتفال بليلة عمره، إلى «قبر» ل25 امرأة وطفلاً ورجالاً استبسلوا لإنقاذ الضحايا فأضحوا هم أنفسهم ضحايا في بلدة «عين دار الجديدة» (جنوب بقيق) على الطريق بين الظهرانوالأحساء. وأكد مسؤولون أن طلقات أطلقت ابتهاجاً بالعرس أصابت سلكاً علقت عليه إضاءة الزينة فسقط على الأرض وصعق كل من لمسه ومن حاولوا إنقاذهم. في حادثة مأسوية تسبب فيها ما ظلت تحذر منه وزارة الداخلية السعودية، وهو إطلاق الرصاص في حفلات الأعراس. وتحول المهنئون للعريس إلى معزين في جموع بشرية حزينة، ليواروا الضحايا الثرى، بلباس أبيض، كبياض ملابسهم التي قدموا بها، لإشهار فرحهم بالعرس. ومن ضمنهم طفل صغير رفض والده أن يحمل جسده الصغير على النعش، وقرر أن يسير به حافي القدمين، ودموعه تبلل الكفن. ومع مرور كل ساعة تتكشف معلومات جديدة عن الحادثة التي لم تستمر سوى دقائق. ومن أفظع ما اكتشف أمس، طفلة اعتقد الجميع بأنها «مفقودة» حتى عصر أمس، إذ لم يعثروا عليها إلا عصراً، ووجدوها متوفاة مع والدتها، ليخيم حزن على ذويها.(للمزيد) وكانت الكراسي، والحلوى، وصحون الرز، وعقود الزينة، وطلقات رصاص متناثرة، والسلك المتدلي من أعلى خزان الكهرباء المجاور، تحكي ما حدث في الحوش، الذي لا يحوي سوى باب واحد، كان الاقتراب منه يعني الموت صعقاً، بسبب وجود السلك المتدلي بجواره. وحاول الأهالي إسقاط جدران الحوش، بصدمه بسياراتهم، وباءت المحاولات بالفشل، لكنهم نجحوا لاحقاً، غير أن تلك المحاولات كانت السبب في سقوط عدد منهم قتلى، من جراء صعقات الكهرباء. وبدأت أولى فصول الكارثة، حين اعتقد البعض، بأن التعبير عن الفرح يتم عبر مخالفة النظام، بإطلاق أعيرة نارية في الهواء، الذي تزدحم فيه كيابل الكهرباء في «عين دار» بشكل لافت، ما تسبب في سقوط أحدها على باب «الحوش» الحديد، ما أحدث جلبة بين النساء والأطفال، دفعهم إلى الهرب خوفاً من الكهرباء. وحينها؛ وجد الرجال أنفسهم مضطرين لإنقاذ أسرهم بأنفسهم، «بعد تأخر وصول فرق الدفاع المدني، للتعامل مع الموقف بالطرق السليمة»، على حد قول الأهالي. وقال مدير الدفاع المدني في المنطقة الشرقية بالإنابة اللواء عبدالله الخشمان ل»الحياة»: «عثرنا على بعض الأدلة في موقع الحادثة، التي تثبت أنه تم إطلاق نار، إضافة إلى شهادة شهود العيان»، موضحاً أن ذلك تسبب في «إصابة سلك الضغط العالي، وتدليه على الباب»، لافتاً إلى أن «أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، الذي تابع الحادثة أولاً بأول، أمر بتشكيل لجنة للنظر في أسباب وقوع الحادثة، والجهات المشاركة في اللجنة هي: الدفاع المدني، والشرطة، وهيئة التحقيق والادعاء العام، والمباحث العامة، برئاسة محافظ بقيق سليمان حمد بن جبرين». إلا أن الخشمان، نفى اتهامات الأهالي في شأن تأخر الدفاع المدني. وذكر أن فرق الدفاع المدني وصلت بعد خمس دقائق من وقوع الحادثة. وجاءت من أقرب مركز للبلدة، الذي يبعد نحو 4 كيلومترات، في «عين دار» القديمة. إلى ذلك، توفي 7 مواطنين فجر أمس الأربعاء، إثر انفجار إطار إحدى الحافلات التي تقلّ 50 راكباً، ما أدى إلى انقلابها، واشتعال النيران فيها، في منطقة تبعد 80 كيلومتراً جنوب محافظة الأحساء، وعلى مقربة من منفذ سلوى على الحدود السعودية - القطرية. وكانت الحافلة السعودية التابعة لإحدى الشركات الخاصة للنقل قادمة من دولة الإمارات. لمشاهدة الصفحة (1) تغطية فاجعة بقيق لمشاهدة الصفحة (2) تغطية فاجعة بقيق