بيروت، لندن، تل أبيب، الجولان - «الحياة»، يو بي آي، أ ف ب - قتل قائد مدرعة إسرائيلي وأصيب ثلاثة جنود بجروح طفيفة فجر أمس، جراء انقلاب دبابة خلال تدريبات في منطقة مزارع شبعا المحتلة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية ان الحادث وقع خلال تدريبات مشتركة لقادة كتيبة وسريّة في اللواء ال118 في سلاح المدرعات. وخلال أحد التدريبات انحرفت مدرعة من طراز «ميركافا - 3» على جسر تم استحداثه في منطقة «تل شيفون» للسماح للدبابات بالعبور خلال التدريب، عن مسارها ما أدى إلى انقلابها وسقوطها في خندق. وأمر قائد القوات البرية في الجيش الميجر جنرال آفي مزراحي بتشكيل لجنة تحقيق في ظروف الحادث برئاسة ضابط برتبة كولونيل وأصدر تعليماته بوقف التدريبات في القوات البرية لبضع ساعات لإرشاد الجنود مجدداً الى تعليمات الأمان. وكانت تقارير أمنية ذكرت أن الجيش الاسرائيلي نفذ على مدى ساعات مناورة عسكرية بالذخيرة الحية داخل مزارع شبعا، هي الثانية من نوعها خلال أسبوعين استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة بما فيها مدفعية الدبابات والطيران المروحي. وأفادت التقارير الأمنية أن هذه المناورة تركزت عند الأطراف الشمالية الشرقية لمرتفعات الجولان السورية المحتلة امتداداً حتى المواقع الخلفية داخل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانيتين المحتلتين. ولفتت إلى أن هذه المناورة تمت في ظل تحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية التي نفذت طلعات استكشافية وغارات وهمية فوق المزارع وقرى العرقوب المحررة. وقابل ذلك في الجانب اللبناني حالة تأهب للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، المنتشرة على طول جبهة المزارع إنطلاقاً من محور العباسية غرباً وحتى بركة النقار شرقاً كما كثف الجيش اللبناني المنتشر دورياته ومراقبته للمنطقة. ليبرمان والغجر إلى ذلك، زار وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان أمس قرية الغجر المحتلة الواقعة في المثلث الحدودي بين لبنان وسورية واسرائيل لتسوية محتملة للمشاكل الناجمة عن تقسيم القرية. وقال للصحافيين: «صاغت الاممالمتحدة اقتراحات عدة، جئت الى هنا لأفهم الواقع المعقد لهذه المنطقة». وأضاف: «لم اصل الى اي نتيجة حتى اللحظة ولا املك خطة معينة. اريد ان اتخذ القرار الصائب الذي يراعي حاجاتنا الامنية والقضايا الانسانية للسكان الاسرائيليين في القرية» مشيراً الى ان القرار سيتخذ في «الاسابيع المقبلة». ونفى ليبرمان المعلومات التي نشرتها صحيفة «هآرتس» عن نية اسرائيل بناء سياج ثابت يفصل شطري القرية، على ان يصبح الشطر الشمالي تحت مراقبة قوات «يونيفيل»، (الشطر الجنوبي من القرية جزء من هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل من سورية في 1967 وضمتها في ما بعد). وكان قائد «يونيفيل» الجنرال كلاوديو غراتسيانو اقترح أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من الجزء الشمالي من الغجر وتسليم المسؤوليات الأمنية ل «يونيفيل». وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ان المؤسسة العسكرية الإسرائيلية توصي بأن تسلم إسرائيل السيطرة على الشطر الشمالي من الغجر إلى الأممالمتحدة. وقال مسؤولون سياسيون إسرائيليون ان تسليم السيطرة على الغجر للأمم المتحدة سيكون جزءاً من خطوات حسن النية التي تهدف إلى دفع عملية السلام التي تقودها الولاياتالمتحدة. «ذي تايمز» على صعيد آخر، ذكرت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أن «حزب الله» يمتلك 40 ألف صاروخ، كما يقوم بتدريب قواته على استخدام صواريخ أرض - أرض يمكنها أن تقصف مدينة تل أبيب، وعلى اطلاق صواريخ مضادة للطائرات يمكنها أن تحد من سيطرة اسرائيل على الأجواء فوق الأراضي اللبنانية. وأبلغ البريغادير جنرال الون فريدمان نائب رئيس القيادة الشمالية في اسرائيل الصحيفة من داخل مقره الذي يطل على الحدود الاسرائيلية - اللبنانية ان «السلام الذي ساد خلال الأعوام الثلاثة الماضية يمكن أن يتفجر في أي لحظة». وقالت المطبوعة أنه قلق على نحو خاص من التهديدات التي أطلقتها قيادة «حزب الله» في الشهر الماضي وأكدت خلالها أنه اذا ما تم قصف الضاحية الجنوبية في بيروت كما حدث خلال الحرب الأخيرة في عام 2006 فإن الحزب سيقوم بقصف تل أبيب أكبر المدن الاسرائيلية. وقال فريدمان: «قمنا بتغيير المعادلة التي كانت قائمة من قبل فإن الضواحي الجنوبية ستكون في مقابل تل أبيب ولم تعد بيروت في مقابل تل أبيب». وتزعم الصحيفة أنه «اذا ما قامت اسرائيل بتنفيذ تهديداتها بالهجوم على المنشآت النووية الايرانية فإن عمليات الانتقام الرئيسة ستكون على الأرجح من جانب «حزب الله» في لبنان». وأشارت «ذي تايمز» إلى أنها حصلت على أشرطة تلفزيونية عن عمليات المراقبة التي تقوم بها اسرائيل وهي توضح ان مقاتلي «حزب الله» يحاولون القيام باصلاح صواريخ وذخائر من موقع انفجار داخل مخبأ للذخائر في قرية خربة سلم على مسافة 12 ميلاً من الحدود الاسرائيلية. ومن ناحية أخرى، تقول الصحيفة إن «حزب الله» يقوم منذ انتهاء حرب عام 2006 بعمليات تجنيد وتدريب واعادة تسليح عناصره. وتفيد بأن «حزب الله» تمكن من الحصول على ما يعتقد، على أعداد كبيرة من صواريخ تنطلق عن الذراع من طراز SA18 ويمكن لهذه الصواريخ أن تمثل تحدياً للمروحيات الاسرائيلية والطائرات النفاثة التي تطير من على ارتفاعات منخفضة. وأبلغت مصادر استخباراتية غربية المطبوعة أن مقاتلي «حزب الله» يتلقون تدريبات في سورية على نظام SAB للصواريخ ويتم اطلاق هذه الصواريخ التي تعمل من خلال اجهزة الرادار التي تقوم بعمليات التوجيه عن مركبات. ويبلغ اقصى ارتفاع لها نحو 36 ألف قدم (11 الف متر). وتشكل هذه الانظمة الصاروخية تهديداً خطيراً للطائرات النفاثة الاسرائيلية التي تخترق المجال الجوي اللبناني يومياً. وتقول اسرائيل في الوقت نفسه ان امتلاك «حزب الله» صواريخ مضادة للطائرات متطورة يمكن أن يسفر عن رد فعل عسكري يتم خلاله تدمير هذه الانظمة. وتقول هذه المصادر ان التحذيرات الاسرائيلية التي وجهت الى سورية يبدو انها حالت دون دخول هذه الصواريخ المتطورة الى لبنان. وتقول المصادر الاستخباراتية المقربة إن «حزب الله» يأمل بالحصول على طراز متطور من صاروخ ايراني الصنع وهو «فتح 110» الذي يمكن أن يحمل رأساً حربية وزنها 500 كيلوغرام لمسافة تزيد على 125 ميلاً (200 كيلومتر).