ما جرى في أحياء الأشرفية وشيخ مقصود الغربي من حلب (وهي ذات غالبية كردية) من حالات الاقتتال بين كتيبة «صلاح الدين» وكتيبة «جبهة نصر» وبين قوات الحماية الشعبية (YPG) الموالية لحزب الاتحاد الديموقراطي (الكُردي) الموالي للعمال الكردستاني يشي بخطورة المرحلة السورية. فهو إذا لم يشر إلى ظهور بوادر الاقتتال الكردي العربي، فانه يشير إلى ظهور بوادر الفوضى العارمة في حالة المعارضة السورية بكُردها وعربها، وهنا تتحمل المعارضة مسؤولية كبيرة تجاه ما يحصل في سورية من صراع بين أقطابها. كُردياً كان يمكن أن يستفسر المجلس الوطني الكردي من الاتحاد الديموقراطي جدياً وبشكل مسؤول: كيف يشكل «ب ي د» الطرف الثالث، وهل كل الكُرد طرف ثالث، ولماذا لا يتفق كل الكُرد على مشروع واضح بين مجلس الوطني الكردي ومجلس غربي كردستان (التابع للاتحاد الديموقراطي) حيث التشاور المسؤول ضرورة أخلاقية وقومية ووطنية، وذلك لأجل إيجاد التوازن في الوضع الكردي الذي يتأثر طرف منه في شكل مباشر بالوضع الإقليمي، والطرف الآخر (وهو المجلس الوطني الكردي) يتأثر بكل حدث على المستوى الوطني؟. ولعل الكثير من النقاط ما زالت تثير الحساسية، لذلك كان من الأجدى للكُرد توضيح رؤيتهم للمعارضة العربية، وكان عليهم توضيح للمعارضة العربية من أن هناك عناصر غير مرغوبة (من المقاومة المسلحة) لاختراقها الحالة الكردية، والقول إن الكُرد ليست لديهم مشكلة مع الجيش الحر الوطني، خصوصاً أن المناطق الكردية تلعب الآن دور الحاضنة الإنسانية الوطنية للشعب السوري الهارب من بطش الحرب. * كاتب كردي سوري