في سلسلة «عالم المعرفة» (المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب) صدر كتاب «البنى الحكائية في أدب الأطفال العربي الحديث»، للناقد الأردني موفق رياض مقدادي. يؤكد مقدادي أن الأدب والفن مكونان أساسيان لحياة الإنسان المعاصر، وليسا جزءاً منها فحسب، ولا وسيلة ترفيه أو ترويح فقط. يقع الكتاب في ستة فصول، يعرض أولها وعنوانه «أدب الأطفال العربي» مسيرة ذلك الأدب، شعراً ونثراً، من حيث جذوره ونشأته وتطوره وسماته وأنواعه. الفصل الثاني عنوانه «اللغة وجماليات الأداء»، يدرس فيه مقدادي اللغة وجماليات الأداء الأسلوبي مركزاً على أهمية اللغة وأهم الأساليب اللغوية التي اتبعها الكتاب العرب في قصصهم الموجهة للأطفال. بينما يتناول الفصل الثالث «موقع الروي واعتبارات التلقي»، ويُعرف الراوي من حيث وظيفته وأهميته ومظاهر حضوره في الحكي وتدخلاته في ما يروي وتعدد الرواة. ويقدم الفصل الرابع «المعطيات السيكولوجية للأبنية السردية»، موضحاً أهمية القصة ودورها في إشباع الحاجات النفسية والمعرفية للأطفال، بالتركيز على المعطيات السيكولوجية لتجربة المتلقي (الطفل) والأديب والنص، لأن الطفل قد يجد في بعض القصص طريقة لحل بعض مشكلاته النفسية. وجاء الفصل الخامس في عنوان «صيغ الحكايات وتنوعاتها»، وفيه يوضح المؤلف معنى الصيغة، وأهم الصيغ التي اتبعها الكُتاب في قصصهم كضمير المتكلم أو صيغة الفعل المضارع أو الحوار اللامباشر. ويتطرق في الفصل السادس وعنوانه «البيئة القصصية»، إلى المكانية والزمانية، موضحاً أهمية المكان وخصوصية المكان العربي، وعارضاً أيضاً لمفهوم الزمن وأهميته وطبيعة الزمن القصصي. واختتم مقدادي كتابه مؤكداً أن الهدف من القصة الموجهة للأطفال ليس التسلية فحسب بل هي تسعى إلى توسيع مداركهم وخيالهم وأن تكون متنفساً لطاقاتهم، ولم يغفل ذكر أهم أعلام العرب في أدب الأطفال، ومنهم أمير الشعراء أحمد شوقي، وكامل الكيلاني وعبدالتواب يوسف وسليمان العيسي وعلال الفاسي وعلي الصقلي.