تحولت حياة ضايف الشراري إلى خوف ومعاناة بعد أن تعرض لحادثة قبل ثلاثة أشهر، ما تسبب في كسر في العمود الفقري وعظمة الكتف وجروح خطرة، ليعيش الشراري الأشهر الماضية في دوامة لا تتوقف من الألم والخوف والترقب. تدرب قبل إصابته في الحادثة المرورية المروعة في أحد المعاهد الصحية في منطقة الحدود الشمالية، وكان مجتهداً في التدريب، لكنه وبعد غياب لفترة عن الحضور للمعهد تم فصله بناء على كثرة الغياب، مع العلم بأن لديه تقارير طبية توضح سبب غيابه، ليصبح عاطلاً عن العمل، لا يدري ما يصنع بعد أن انقطع المصدر الوحيد لعائلته. يقول الشراري: «لم يؤلمني وجع الآلام التي تتفاقم شيئاً فشيئاً، بقدر ما آلمني عجزي عن توفير اللقمة لأسرتي، في وقت كنت لا أشعرهم بأية حاجة، لكن قضاء الله وقدره حال دون تحقيق ذلك، ودائماً ما أتساءل ما العمل». ويسكن وعائلته المكونة من ثمانية أفراد مع والدته، ودخله الشهري لا يتجاوز ألفي ريال من الضمان الاجتماعي. ويؤكد الشراري أنه تكبد خسائر مادية كبيرة نتيجة لذهابه إلى الأردن للعلاج. ويضيف: «بعد تخرجي من الجامعة التحقت بجامعه الجوف، وتخرجت منها في أحد التخصصات الصحية، والتي هي من ضمن مسؤوليات وزارة الصحة كما هو معروف، وبعد الحصول على الشهادة، تفاجأت بقرار أنه لا يحق لي الالتحاق بالعمل، إلا بعد اجتيازي لاختبار الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، والذي طبق للمرة الأولى على الدفعة التي تخرجت معي، ولم يتم مساواتنا بمن سبقنا من زملائنا في التوظيف». ويتابع: «تقبلت وخضعت للأمر، وحصلت على شهادة الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بعد اجتياز اختبارها، ولم يتبق إلا أن أحصل على التوظيف، وأصدرت الجهات المعنية قراراً منه بدأت معاناتي من جديد، وهو التدريب لمدة عام ومن بعدها التوظيف فقبلت والتحقت بالتدريب، وتم وصرف راتب شهري يوازي لمن هم مثلنا من الموظفين في وزارة الصحة بمبلغ 6100 ريال شهرياً». مؤكداً أن من أسباب تدهور وضعه النفسي والمادي، استبعاده وقطع راتبه الشهري بعد تعرضه لحادثة مرورية، على رغم وجود تقارير طبية تثبت ذلك. ويستطرد: «لا يمكن أن أنام لساعات متواصلة فالآلام تقطعني، وزاد الأمور سوءاً كلفة العلاج وكيفية النفقة على أسرتي، وهو أمر يخيفني ويجعلني أرى الحياة قصيرة». وجلّ ما يبتغيه المساعدة من أهل الخير لتحمل أعباء ديونه ومساعدته على تحقيق حلم البقاء وعائلته في المنزل الذي يقيمون فيه، وإيجاد دخل شهري ثابت يصرف على أطفاله»، حتى تنتهي فترة علاجه ويستطيع أن يرجع للعمل وتنتهي هذه المأساة، و«أنا على أمل بأن نور الفرج سيبزغ لا محالة». اختصاصي: ثبتنا العمود الفقري.. ويحتاج إلى 3 أشهر راحة يقول الاختصاصي في العمود الفقري في مستشفى سليمان الحبيب الدكتور عبدالله النبهان: «إن المريض يعاني من آثار حادثة مرورية مع كسر في الترقوة اليسرى، مع تلف في العصب وتغير المكان»، مشيراً إلى أنه تم حصول تلف في المنطقة المثبتة في العمود الفقري والمتصلة بالمنطقة الصدرية بعد مرحلة الزراعة. ويضيف: «يعاني من التهاب كبير في جرح الفخذ العلوي مع وجود إفرازات بالجرح، ورائحة كريهة، وأصبحت حالة المريض مستقرة بعد ذلك، وكانت الجراحة هي الاختيار المطروح، وتم عمل تثبيت للعمود الفقري، وبعدها ترقيع للجلد وإصلاح للترقوة». مشدداً على أن المريض يحتاج إلى راحة لمدة ثلاث أشهر. ويتابع: «تم تثبيت العمود الفقري وزرع عظم صناعي، والمريض غير قادر على أداء أي مجهود بدني وذهني، ويجب إعطاؤه الراحة التامة لمدة ثلاثة أشهر لكي يتعافى».