استحضار الذكريات الأليمة والدعاء لمن فُقدوا ورجاء المغفرة لهم، أبرز ما استحضره الحاج السعودي أحمد الأحسائي، إذ نجا من موت وشيك عندما تعرضت حافلة حملته من مدينة الأحساء بالمنطقة الشرقية إلى المشاعر المقدسة لحادثة مرورية بمقربة من المنطقة الوسطى، إذ توفي سائق السيارة المصطدمة بالحافلة وسبعة من الركاب منهم سعوديون ووافدون، ما دفعه للتنفيس عن خوفه الذي صاحبه أثناء إكمال الطريق، بالانتقام من الشيطان أثناء رمي الجمرات في الأيام الثلاثة الماضية. وبصوت غشاه الخزن وعيون امتلأت بالدموع يروي أحمد الأحسائي ل «الحياة» الحادثة التي خيمت بتفاصيلها المؤلمة على مخيم الحملة، بالقول «عندما تأكدت من سلامتي ونزلت من الحافلة ذهلت من منظر الأجساد متطايرة من السيارة التي اصطدمت بحافلة الحملة، وصوت بكاء النساء والأطفال، فلا يزال في ذاكرتي»، ويتابع: «الحمد لله على كل حال، لم يصب أحد من أفراد الحملة بإصابات خطرة ولا حتى متوسطة، بيد أن الإنسان يتأثر بمثل هذه المواقف». ويضيف الأحسائي «دعيت خلال تأديتي مناسك الحج بالمغفرة لمن مات، وكانت السيارة عائدة من مكةالمكرمة». ويواصل الحديث: «كانوا مؤدين للعمرة أثناء سيرهم إلى المشاعر المقدسة، وتمت تغطية جثث المتوفين بالإحرامات التي كان يصطحبها بعضها لارتدائها عند الوصول إلى الميقات». ولا يخفي تأثير هذا المشهد في رحلته لأداء الركن الخامس في الإسلام، بالقول «خلال تنقلي بين المشاعر، لم تغب تلك المشاهد عن ذهني لحظة واحدة». ويوضح أن ثمانية أشخاص توفوا جراء حادثة تصادم وقع مع حافلة حجاج تقل نحو 45 راكباً كانوا في طريقهم من الأحساء إلى المدينةالمنورة، إذ لم يصب ركاب الحافلة. يذكر أن التقرير الأمني للحادثة الذي صدر حينها، عزا سبب الحادثة إلى خروج مفاجئ لقائد الحافلة إلى الطريق السريع ومحاولة قائد سيارة الأجرة تفاديه والانحراف باتجاه حاجز الجزيرة الوسطية. ونقل المتوفون الثمانية في الحادثة إلى مستشفى الملك فهد في الهفوف، حيث جرى اتخاذ الإجراءات النظامية المتبعة في مثل تلك الحالات تمهيداً لاستكمال إجراءات تسليم الجثث لذويهم السعوديين، وجثث الوافدين لمكفوليهم.