علمت «الحياة» أن قيام السلطات الامنية في مصر بضبط خلية «مدينة نصر» الإرهابية الاسبوع الماضي عطّل إطلاق جهاديين من السجون، بعدما كان يُفترض أن يُفرج عنهم قبل الأعياد. وكانت السلطات المصرية أوقفت خمسة أشخاص، بينهم ضابط استقال من الجيش، بتهمة تشكيل الخلية التي أشارت التحقيقات إلى صلة أعضاء فيها بالهجوم الذي نفّذه مسلحون على مقر القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي وقُتل فيه السفير الأميركي في ليبيا كريس ستيفنز. وأمرت نيابة أمن الدولة العليا يوم الخميس الماضي بحبس الموقوفين 15 يوماً على ذمة التحقيقات. وقالت مصادر الإسلاميين ل «الحياة» إنه كان من المنتظر إطلاق القيادي في «الجماعة الإسلامية» أنور حامد والقيادي في جماعة «الجهاد» أحمد سلامة مبروك وآخرين قبل أجازة الأعياد، لكن الأمن الوطني عطّل إطلاقهم بعد كشف خلية مدينة نصر، على رغم أنه لم تثبت علاقة أي من الجهاديين المفرج عنهم حديثاً بهذه الخلية. وكانت السلطات الأمنية دهمت الأسبوع الماضي بناية في ضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة) ووكراً آخر لخلية إرهابية في التجمع الخامس، وأوقفت عدداً من المشتبه فيهم بعدما قتلت رجلاً أفيد بأنه ليبي الجنسية. وتردد أن هذه الخلية على صلة بتنظيم «القاعدة» وأن أعضاء فيها فروا من ليبيا بعدما اشتركوا في تنفيذ الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. وأنور حامد هو آخر قيادات «الجماعة الإسلامية» في سجن العقرب، وهو محكوم بالمؤبد بتهمة قتل ضباط في المنيا. وسلّم نفسه للسلطات العام 1998 بعد مبادرة وقف العنف التي تبنتها «الجماعة الإسلامية». لكن مسؤول العلاقات الخارجية في «الجماعة الإسلامية» الشيخ محمد ياسين استبعد الربط بين تعطّل إطلاق حامد ومبروك وكشف أجهزة الأمن «خلية مدينة نصر»، معتبراً أن تأخر إجراءات الإفراج عنهما يعود، كما يبدو، لأسباب قانونية وإجرائية. وقال: «كانت هناك مساع لاطلاقهما لكنها لم توفّق... وسنواصل محاولاتنا». من جهة أخرى، قال نجل أمير «الجماعة الإسلامية» المسجون في الولاياتالمتحدة عبدالله عمر عبدالرحمن ل «الحياة» إن والده أبلغ الأسرة في اتصال هاتفي قبل أيام أن ظروف «سجنه تزداد سوءاً»، معتبراً أن هذا الأمر دليل على أن لا تقدم في مفاوضات تسليمه إلى القاهرة. وأضاف عبدالله عبدالرحمن أن مسؤولين في الرئاسة كانوا أبلغوا الأسرة أن السلطات تسعى إلى استصدار تصريح لزيارة الشيخ عمر في سجنه الأميركي أو السماح بوجود مرافق معه لسوء حالته الصحية، لكن أياً من الأمرين لم يتحقق. وبخصوص دعوة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لخطف غربيين للضغط من أجل إطلاق أمير الجماعة الإسلامية، قال عبدالرحمن: «الظواهري حر في آرائه، وهو له حق التعبير عنها، لكن الأسرة ترفض العنف وخطف الأجانب، وهذا الأمر حذّرنا منه مراراً وتكراراً، وقلنا إن قضية الشيخ تخص العالم الإسلامي كله وليس أسرته فقط، وسبق أن حذّرنا من عنف لو ظل الشيخ حبيساً بسبب غضبة العالم الإسلامي، فالبعض لا يحسن السيطرة على مشاعره».