قتل 16 عراقياً، على الأقل، وأصيب اكثر من 40 آخرين، بينهم نساء وأطفال، في سلسلة هجمات استهدفت مناطق متفرقة في العراق أمس، في ثاني أيام عيد الأضحى، على ما أفادت مصادر أمنية وطبية. وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «خمسة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب حوالى 12 آخرين بانفجار عبوة لاصقة في حافلة»، ورجح وجود زوار إيرانيين بين القتلى والجرحى. وأكدت مصادر طبية في مستشفيي الكاظمية في شمال بغداد والتاجي تلقي جثث خمسة أشخاص، بينهم امرأة و12 جريحاً بينهم نساء وأطفال. وفي هجوم آخر، قال المصدر إن «ما لا يقل عن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب حوالى 13 آخرين في انفجار وقع داخل ساحة للعب الأطفال في منطقة المعامل»، الواقعة في أطراف مدينة الصدر، شرق بغداد. وأكد مصدر طبي في مستشفى الصدر العام «تلقي جثث سبعة أشخاص بينهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال أعمارهم اقل من عشر سنوات، وأكثر من عشرين جريحاً بينهم نساء وأطفال أصيبوا في الانفجار». ويتوجه الأطفال خلال أيام العيد الذي بدأ الجمعة ويستمر لأربعة أيام، إلى ساحات للعب في المناطق الشعبية. وقال أبو زهراء (37 سنة) وهو صاحب محل لبيع اللحوم إن «انفجاراً كبيراً حدث حوالى الساعة التاسعة ما أدى إلى وقوع ضحايا بينهم نساء وأطفال كانوا يتسوقون». وانتشرت بقع دماء في أماكن متفرقة من السوق، حيث اختلطت أجزاء سيارات وخضار مختلفة في المكان. وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) قال الملازم أول محمد عطا:»قتل خمسة أشخاص وجرح عشرة آخرون جميعهم من طائفة الشبك في هجمات متفرقة استهدفت صباح اليوم (السبت) مناطق متفرقة في المحافظة». وأوضح أن «مسلحين مجهولين دهموا منزل عائلة من طائفة الشبك في حي الكفاءات (شمال) وقتلوا رب العائلة وزوجته وابنه». كما دهمت «مجموعة أخرى منزل عائلة أخرى من الشبك في حي سومر (شرق) وقتلت سيدة وابنتها (18 سنة) وأصابت أربعة من أفراد العائلة». وتابع أن «مجهولين فجروا عبوة ناسفة داخل منزل لعائلة من الشبك في حي الكرامة (شرق) ما أدى إلى إصابة ستة من أفراد العائلة». وأكد الطبيب رعد الحمداني في مستشفى الموصل العام تلقي خمس جثث، بينها ثلاث نساء، وعشرة جرحى، بينهم نساء وأطفال، أصيبوا في الهجمات ذاتها. وقال قصي عباس، ممثل طائفة الشبك في مجلس محافظة نينوى، كبرى مدنها الموصل، إن «هذه الهجمات استهداف خطير للطائفة وعلى الأجهزة الأمنية الحفاظ على امن جميع المواطنين». وتسمية الشبك تطلق على مجموعة كردية غالبيتها من الشيعة، نظراً إلى تشابك معتقداتها الدينية مع ديانات قديمة وحديثة. وقد تعرضت هذه الأقلية للتهجير من الجماعات المتطرفة في الموصل، ما دفعها إلى الانتقال خارج المدينة. ويمثل الشبك في البرلمان نائب واحد هو محمد جمشيد عبدالله، ويتوزعون في قرى تحيط بمدينة الموصل وسهل نينوى. وفي قضاء الطوز (175 كلم شمال بغداد) قال النقيب احمد البياتي من الشرطة إن «ثمانية أشخاص أصيبوا في انفجار سيارة مفخخة عند مبنى قيد الإنشاء تابع للوقف الشيعي وسط الطوز». وأكد الطبيب عمار البياتي من مستشفى الطوز معالجة الجرحى الثمانية. وفي هجوم آخر، قال ضابط برتبة رائد في الشرطة إن «مسلحين مجهولين اغتالوا صاحب معرض لبيع السيارات في ناحية المقدادية»، شمال بعقوبة (60 كلم شمال بغداد). وأعرب ممثل بعثة الأممالمتحدة في العراق مارتن كوبلر عن إدانته الشديدة للاعتداءات. وقال في بيان إن أعمال العنف»فظيعة» كما أن «استهداف المصلين جريمة مروعة». ومع ضحايا هجمات أمس ترتفع إلى اكثر من مئة قتيل ونحو 250 جريحاً حصيلة الهجمات التي شهدها العراق منذ بداية تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. وقتل نحو 365 شخصاً في هجمات متفرقة خلال الشهر الماضي.