بعدما زارت القطبين وقفزت في مظلة فوق جبل ايفرست، تحلم نميرة سليم بأن تذهب أعلى وأبعد، لتكون أول باكستانية تتوجه إلى الفضاء الخارجي. باكستان بلد فقير يبلغ عدد سكانه 180 مليون نسمة ولا يملك برنامج فضاء فعلياً. لذا اتجهت هذه المرأة المتمردة على معايير مجتمعها إلى مشروع « فيرجين غالاكتيك» الذي ينفذه البليونير البريطاني ريتشارد برانسون. وتنوي مجموعة برانسون إرسال 500 سائح سنوياً إلى مدار قريب في مقابل 200 ألف دولار لكل منهم في المستقبل القريب. وبفضل مساعدة عائلتها التي يبدو أنها ميسورة، سددت سليم سعر البطاقة إلى الفضاء وهي تستعد للسفر. وتقول: «أحب لقبي أول رائدة فضاء باكستانية، اشعر وكأنني أميرة مميزة. في الواقع أن الشعور أفضل على الأرجح من أن أكون أميرة». ولدت سليم في كراتشي كبرى مدن جنوبباكستان وهاجرت مع عائلتها إلى الإمارات العربية المتحدة ومن ثم درست التجارة من دون أن تتخلى عن شغفها الأول ألا وهو الفضاء. وإلى جانب دروسها كانت تتردد على نوادي علم الفلك للهواة وتمضي الكثير من الليالي وهي تتأمل النجوم في الصحراء. وهي تتذكر قائلة: «منذ طفولتي وأنا أرغب بالذهاب إلى الفضاء. لم أكن قد قرأت شيئاً عن هذا الموضوع إلا أنه كان محفوراً في جيناتي. كنت ربما في الخامسة من عمري عندما كنت أصيح بأبي وهو يحاول تهدئتي وأقول له: «لا أريد ألعاباً أريد فقط الذهاب إلى الفضاء». المغامرة الباكستانية حملت معها في كل مرة «علم السلام» الخاص بها. وسترافقها هذه الراية خلال رحلتها إلى الفضاء البعيدة كل البعد عن «حرب النجوم». وتقول حالمة: «آمل بأن يتوجه السياسيون يوماً إلى الفضاء بدورهم. يمكنهم أن يعقدوا فيه قمم سلام وحل النزاعات» في ظل انعدام الجاذبية. وتضيف: «رفع علم السلام باسم بلدي هذا ما نحتاجه جميعاً» في إشارة إلى باكستان التي تواجه الاعتداءات والعنف الطائفي والفقر والصراعات الداخلية. ومنحت سلطات الطيران الفيديرالية الأميركية مجموعة «فيرجين» حق تجربة مكوكها «سبايس شيب تو» في الفضاء إلا أن موعد أولى الرحلات السياحية لم يحدد بعد. إلا أن ذلك لم يمنع نميرة سليم من التوجه إلى المركز الفضائي الوطني للتدرب والأبحاث (ناستار) في بنسيلفانيا في الولاياتالمتحدة للمشاركة في محاكاة للضغط والتوتر المرتبطين برحلة إلى الفضاء.