اعتقلت السلطات الروسية السبت عددا من قادة المعارضة، بينهم سيرغي اودالتسوف والكسي نافالني، وذلك خلال تحرك في موسكو لدعم ناشطين معتقلين في اطار تحقيق حول "التحضير لاضطرابات واسعة النطاق"، كما اعلن معارضون على تويتر. واودالتسوف الذي وجه اليه الاتهام الجمعة في اطار هذا التحقيق، كتب السبت على صفحته على موقع تويتر "كنت اسير على الرصيف. اعتقلت بدون اي توضيح. ووجدت نفسي في حافلة" للشرطة. وصرح الجمعة ممثل لجنة التحقيق فلاديمير ماركين "وجهت التهمة الى سيرغي اودالتسوف، وهو لا يقر بالذنب" مضيفا انه يمنع عليه مغادرة موسكو حيث يقيم. واعتبر اودالتسوف الذي يرأس جبهة اليسار ويعتبر احد ابرز وجوه معارضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى خروجه من مقر لجنة التحقيق في موسكو ان هذه القضية "مفبركة تماما" منددا بما اعتبره "اتهامات عبثية". بدورها كتبت آنا فيدوتا المتحدثة باسم نافالني على صفحتها على تويتر ان القيادي المعارض اعتقل ايضا السبت في موسكو. وكذلك ايضا فعل ايليا اياشين زعيم حركة سوليدارنوست المعارضة، اذ كتب على حسابه على تويتر انه اقتيد الى حافلة تابعة للشرطة حيث التقى بداخلها بنافالني. وقد ارفق اياشين رسالته هذه بصورة لنافالني، مشيرا الى انه تم اقتيادهما الى مفوضية الشرطة. وكانوا يشاركون في تحرك احتجاجي غير مرخص له في العاصمة الروسية دعما لناشطي المعارضة المعتقلين، تحت شعار "اننا ضد القمع وعمليات التعذيب". وقد شارك في التحرك ما لا يقل عن مئتي شخص وسط مراقبة شديدة من قوات الامن التي قدمت باعداد كبيرة. وهذا التحرك يشير خاصة الى حالة ليونيد رازفوجاييف المسجون بتهمة "التحضير لتنظيم اضطرابات واسعة النطاق"، والذي يؤكد انه خطف في اوكرانيا التي هرب اليها للمطالبة بالحصول على وضع لاجىء سياسي. وروى لمدافعين عن حقوق الانسان سمح لهم بزيارته في السجن انه اقر بذنبه تحت التعذيب. وكان من المقرر ان يأخذ ناشطون مواقع لهم كل خمسين مترا على طريق مؤدية الى مقر جهاز الامن الداخلي (كي جي بي سابقا) في سجن ليفورتوفو حيث يسجن رازفوجاييف وقسطنطين ليبيديف وهو مقرب اخر من اودالتسوف، وان يرفعوا لافتات تحمل عبارة "اني ضد التعذيب والقمع". وكان المشاركون الاخرون في التحرك يسيرون على طول الطريق مع وضع اشرطة بيضاء على ملابسهم -رمزا للاحتجاج على نظام الرئيس فلاديمير بوتين. وهذا التحرك كان يفترض ان يسمح بالالتفاف على القانون الجديد التي اقر في حزيران/يونيو الماضي ويفرض غرامات كبيرة في حال تجمع غير مرخص او في حال تعكير صفو الامن العام. وصرح متحدث باسم وزارة الداخلية في موسكو لوكالة الانباء انترفاكس "ان سيرغي اودالتسوف وايليا ياشين والكسي نافالني اوقفوا بتهمة تعكير صفو الامن العام وسيتعرضون لملاحقات ادارية بعد ان نقلوا الى دائرة الشرطة". وتأتي هذه الاعتقالات فيما يندد المعارضون الروس بمرحلة جديدة من تشديد النظام القائم منذ عودة فلاديمير بوتين الى الكرملين في ايار/مايو الماضي. وقد تم في الاشهر الاخيرة تبني قوانين اعتبرتها المعارضة قمعية، على غرار قانون يصف المنظمات الحكومية التي تحصل على تمويل خارجي بانها "عميلة للخارج" ويضعها تحت رقابة مشددة، او القانون الذي يفرض غرامات كبيرة على المشاركين والمنظمين لتحركات احتجاجية في حال وقوع اضطرابات.