لم تعد أعلام الدول العربية والإسلامية المنتشرة في مشعر منى وسيلة لإرشاد التائهين، بل امتدت إلى أكثر من ذلك من خلال الوقوف واسترجاع أحوال أعلام بعض الدول التي أسهمت الثورات الشعبية في تغيير أنظمتها بشكل كامل، إضافة إلى حضور حجاج عراقيين بعلمين رسميين، الأول يمثل العراقيين كافة، والآخر يختص بالأكراد. ووقف الحجاج في مشهد صامت متأملين ومستذكرين حال تلك الشعوب قبل سنوات، إذ حظي علم الجمهورية السورية بالنصيب الأكبر من النظرات العابرة الحزينة التي تظهر تأثر الكثير من الحجاج القادمين من دول عربية مختلفة. وعلى رغم تلك الأحداث إلا أن تلك الأعلام لا تزال مرفرفة رغم الظروف وتزين مشعر منى، إذ يؤكد الكثير من الحجاج أن تلك الأعلام وعلى رغم اختلاف ألوانها ورموزها إلا أن ما يجمعهم شيء واحد وهو لبيك اللهم لبيك تلبية لنداء سيدنا إبراهيم عليه السلام إذ أمر الخليل عليه السلام بذبح ولده إسماعيل فكان الفداء بالكبش في مشعر منى. ويعتبر مشعر منى أحد المشاعر المقدسة التي تؤوي سنوياً أكثر من مليوني حاج ابتداء من يوم التروية وهو الثامن حتى نهاية أيام التشريق بمجموع قدره ستة أيام. ويقع مشعر منى على بعد ستة كيلو مترات تقريباً، إلى الشرق من الحرم الشريف، ويحدها من الشمال الغربي جمرة العقبة، ويبلغ طول مشعر منى المستغلة حوالى 3.2 كيلو متر. وفي مشعر منى يجتمع الحجيج من مختلف بقاع الأرض ومن كل فج عميق ومن مختلف الجنسيات واللغات والثقافات إلا في نسك فريضة الحج وكأنهم رجل واحد يهللون ويكبرون بصوت القلب لبيك اللهم لبيك ، فبعض الحجاج بل غالبيتهم يعتبرون العلم علامة يهتدون بها لكي لا يضيعوا في الزحام وكما عبروا بشعورهم عند رؤيتهم لعلم بلدهم بالأنس كأنهم في وطنهم وأن هذا شرف لهم أن تنصب أعلامهم في مشعر منى الطاهر فهذا المشعر يعتبر أثراً إسلامياً قديماً يأتيه البشر من كل مكان فوجود الأعلام دليل على السلام وأن هذه المشاعر المقدسة تعتبر وطناً لكل البلاد الإسلامية فهناك أعجمي وعربي وأبيض وأسود بألسنة مختلفة وعند رجوعنا إلى التاريخ نجد أن الإسلام بدأ بعلم واحد والآن أكثر من 20 علماً إسلامياً. يذكر أن الحكومة السعودية تحظر تسييس الحج أو استغلاله في عمليات تحريض وتشدد على عدم الابتعاد عن العبادات وأداء المناسك فقط.