وصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس إلى منى للإشراف المباشر على راحة حجاج بيت الله الحرام وما يقدم إليهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، وليطمئن على جميع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة، كما هي عادته. وكان في استقباله لدى وصوله إلى قصر منى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز. واستقبلت أرجاء مشعر الله الحرام في منى فجر اليوم أكثر من مليوني حاج وقفوا الوقفة الكبرى في مشعر عرفات أمس، وباتوا ليلتهم آمنين مطمئنين في مشعر مزدلفة، تحفّهم رعاية الجهات السعودية المعنية بخدمة ضيوف الرحمن والتي أكدت أمس نجاح خطتي التصعيد إلى عرفات والنفرة إلى مزدلفة ثم منى، من دون حوادث غير مألوفة، وفي سياق انسياب مروري لم يكدِّره وجود ذلك العدد الكبير من الحجاج في تلك الرقعة المحدودة. وأكد أمير مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل ووزير الحج الدكتور بندر حجار أن التصعيد تم في زمن قياسي، وأن جميع التقارير مطمئنة، ولم تقع أي حوادث غير مألوفة. وأعرب المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في خطبة عرفة بمسجد نمرة أمس عن أسفه الشديد وحزنه لما يشهده العالم الإسلامي من «فتن ومصائب ومآسٍ وسفك للدماء وتخريب للممتلكات»، وحذر الأمة من محاولات لإثارة الفتنة عبر إثارة الطائفية، مطالباً الحكام بإدارة بلدانهم الإسلامية «من غير إملاءات خارجية». وقال إن المطالبة بدولة مدنية ديموقراطية غير مرتبطة بالشريعة الإسلامية تنافي تعاليم الإسلام وتخالف الكتاب والسنة وأصول الشريعة. وأكد المفتي حاجة البشرية إلى توحيد الله، وقال إن من خصائص الدين الإسلامي إلغاء العنصرية، «لا في اللون ولا في اللغة ولا في الجنس ولا في القبيلة، بل إنهم سواء، أكرمهم عند الله أتقاهم، كما قال الله تعالى». وأضاف: «أن من الإيمان بالله أن تكون شريعة الإسلام مصدراً لأنظمة الأمة الإسلامية في سياستها الداخلية والخارجية والاقتصادية والتعليمية، وأن الشريعة حاكمة على جميع شؤون الحياة، صالحة لكل زمان ومكان، ولا تجوز معارضتها بأي تشريع، مهما كان مصدره، ولا أن تكون أحكامها القطعية مجالاً للنقد، وأخذ رأي الناس حولها، بل كلها إلى شرع الله، وبطل ما سواه». وذكرت وزارة التجارة والصناعة السعودية أن يوم عرفة شهد استقراراً في الأوضاع التموينية والغذائية، وتم توفير كميات كبيرة من المواد والسلع الغذائية لضيوف بيت الله الحرام، في الوقت الذي قامت فيه الفرق الرقابية بوزارة التجارة والصناعة منذ الصباح الباكر بجولات مكثفة على المباسط والبرادات.