أعلن كبار المسؤولين السعوديين نجاح تصعيد أكثر من مليونين من حجاج بيت الله الحرام أمس إلى مشعر عرفات، ونجاح نفرتهم في سهولة ويسر إلى مشعر المزدلفة، حيث باتوا ليلتهم، وصلوا صلاتي العشاء والمغرب جمع تأخير، اقتداءً بسنة النبي (ص)، والتقطوا الجمار التي سيرجمون بها الشيطان في منشأة الجمرات اليوم الذي يصادف أول أيام عيد الأضحى المبارك. وقال أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل إن التصعيد إلى عرفات تم في وقت قياسي وأن جميع التقارير مطمئنة، ولم تقع أية حوادث غير مألوفة. وهو ما أكده أيضاً وزير الحج السعودي الدكتور بندر حجار، مشيراً إلى أن وزارته تقدم خدماتها ل75 بعثة حج وتشرف على استقبال الحجاج منذ وصولهم إلى حين مغادرتهم السعودية إلى بلدانهم. وأعلنت النقابة العامة السعودية للسيارات أن أسطول حافلاتها الذي يضم 18300 حافلة نقل 1.6 مليون حاج في رحلتي التصعيد إلى عرفات والنفرة إلى مزدلفة. ومن المقرر أن يؤدي الحجاج اليوم (الجمعة) نسك الهدي والأضاحي، ورمي جمرة العقبة. ورصدت بعثة «الحياة» في المشاعر المقدسة انتشاراً كثيفاً لرجال المرور والأمن والحرس الوطني والكشافة على امتداد الطرقات بين عرفات ومزدلفة ومنى. وكان الحجاج بدأوا يدخلون مسجد نمرة منذ وقت مبكر بعد وصولهم إلى مشعر الله الحرام عرفات، مرتدين إحراماتهم البيض، وهو ما جعل المشعر الحرام يكتسي بياضاً ناصعاً. وكان النبي محمد (ص) صلّى في موقع مسجد نمرة وألقى فيه ما يعرف بخطبة الوداع. وألقى خطبة عرفة مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الذي أكد حاجة البشرية إلى توحيد الله. وقال: «ما أحوج البشرية إلى توحيد الله وما أحوجهم إلى عبادة الرب المعبود، لا شريك له في الوقت الذي فقدنا فيه الرقي في أنواع العلوم المادية، إلا أن فئة من هؤلاء لا يزالون غارقين في أهوائهم وجهلهم وظلالهم وقلوبهم خاوية لا إيمان فيها، ونفوسهم شقية لا سعادة فيها، لأن الحياة الطيبة والسعادة إنما هي في عبودية الله وإخلاصهم لله». وأضاف: «ومن شقائهم أن بعضهم سعى في إنجاب فكر مادي مناف للدين والأخلاق والقيم ومبادئ ما أنزل الله بها من سلطان، يجعلها نظاماً عالمياً، والحق الذي لا شك فيه أن الدين الذي تدين به البشرية هو الدين الذي بعث الله به عبده ورسوله محمد (ص) ليكون دستوراً للعالم أجمعين، «وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون»، وهو الحق الذي لا حق سواه «ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل مِنه وهو في الآخرة من الخاسرين». وزاد: «لهذا، الدين محفوظ بحفظ الله من التحريف والتبديل، خصائص تميزه عن الأديان المحرفة المغيّرة، فمن خصائص المؤمن تصديقه برسالات جميع الأنبياء والمحافظة على أصول عقيدتهم وثوابت شريعتهم». وأضاف أن من «خصائصه أيضاً إلغاء العنصرية، لا في اللون ولا في اللغة ولا في الجنس ولا في القبيلة، بل إنهم سواء، أكرمهم عند الله أتقاهم، كما قال الله تعالى». وذكرت وزارة التجارة والصناعة السعودية أن يوم عرفة شهد استقراراً في الأوضاع التموينية والغذائية، وتم توفير كميات كبيرة من المواد والسلع الغذائية لضيوف بيت الله الحرام، في الوقت الذي قامت فيه الفرق الرقابية بوزارة التجارة والصناعة منذ الصباح الباكر بجولات مكثفة على المباسط والبرادات والسيارات المتجولة المحملة بالسلع الغذائية كشفت وجود فائض من المواد والسلع الغذائية بأسعار ملائمة. وأكدت الوزارة حرصها على متابعة تأمين حاجات ضيوف بيت الله الحرام من كل السلع الغذائية وتوافرها في المشاعر المقدسة بأسعار مناسبة بما في ذلك السلع الأساسية ومنها الخبز. وأعلنت شركة المياه الوطنية السعودية أن كمية المياه التي ضختها عبر الشبكات العامة واستهلكها ضيوف الرحمن أمس في مشعر عرفات بلغت 359 ألف متر مكعب.