تعتزم الحكومة طرح أكبر مشاريع النقل التطويرية في مكةالمكرمة أمام الشركات المنافسة مطلع العام المقبل، لإنشاء شبكة قطارات تحت الأرض وفوقها بكلفة 62 بليون ريال. وقال أمين العاصمة المقدسة أسامة البار لوكالة «فرانس برس»: «إن المشروع أقر في رمضان الماضي، والدراسات الفنية منتهية»، مشيراً إلى أن «مترو مكة عبارة عن شبكة من أربعة خطوط مترو، جزء منها تحت الأرض وأخرى فوقها». وأضاف: «الشبكة المتوقعة ستكون قطارات أنفاق تحت الأرض في المنطقة المركزية، وقطارات أخرى معلقة خارج» هذه المنطقة. وتابع: «الطول الإجمالي للشبكة سيكون 182 كلم»، لافتاً إلى أن «المرحلة الأولى التي ستنفذ بحدود 122 كلم، وسيستغرق تنفيذ المشروع عشر سنوات»، متوقعاً أن «يطرح المشروع أمام الشركات العالمية المتنافسة في كانون الثاني (يناير) من العام المقبل». ولفت البار إلى أن «الخطين (ب) و(ج) يشكلان المرحلة الأولى التي ستنفذ خلال ثلاث سنوات بكلفة 25 بليون ريال، ثم تتوالى الخطوط الباقية»، موضحاً أن «المشروع سيخدم مكةالمكرمة طوال العام، خصوصاً الطلاب والساكنين، فضلاً عن المعتمرين والحجاج». وكانت الحكومة أقرت توسعة جديدة للمسجد الحرام بمساحة 400 ألف متر مربع بطاقة استيعابية أكثر من مليون و200 ألف مصلٍ تقريباً، وتقدر القيمة المالية للعقارات المنزوعة لمصلحة المشروع بأكثر من 40 بليون ريال. وشدد البار على أن «تقويم العطاءات التي ستقدمها الشركات العالمية سيتم وفق معايير محددة من استشاري إدارة المشروع والمكتب التنفيذي لمترو مكة». وتشهد مكة نمواً متسارعاً في عدد السكان، إذ يتوقع أن يتضاعف ليصل إلى نحو 3 ملايين نسمة خلال 20 عاماً. وتواجه عملية النمو العمراني عوائق طبيعية في المدينة، نظراً إلى صعوبة تضاريسها الجغرافية، إذ تحيط بها الجبال المرتفعة من كل جانب، ما يحصر الحركة المرورية في محاور رئيسة محدودة. وهذا الأمر يجعل مشروع النقل العام بالقطارات= والحافلات المكملة لها، أحد الحلول الاستراتيجية لمواجهة تحديات النمو وسد العجز الذي يعتري منظومة النقل العام في المدينة التي يتطلع إليها المسلمون في العالم. وكشف البار أن «الخط (ب) الذي يصل قطار المشاعر بالمسجد الحرام شمالاً بدءاً من السليمانية، ثم يتجه غرباً إلى محطة قطار الحرمين التي ينتهي إليها طريق قطار الحرمين الواصل من المدينةالمنورة، مروراً بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، ثم مطار الملك عبدالعزيز، ثم محطة جدة، وينتهي في مكةالمكرمة، يقع عند مدخل المنطقة التي كانت تعرف بحي الزهارين». أما الخط (ج) فإنه «يبدأ من جامعة أم القرى في العابدية، ويسير بموازاة قطار المشاعر على منطقة العوالي، ثم يمر بمنطقة العزيزية، بعدها ينحرف جنوباً إلى جنوب المسجد الحرام خلف وقف الملك عبدالعزيز». وتابع: «ثم يتجه الخط شمالاً إلى مسجد عائشة في التنعيم، وهذا الخط من الخطوط المهمة لأنه يربط عدداً من المناطق ذات الكثافة والحركة البشرية». وأكد أن «هذين الخطين سيؤديان إلى توزيع الكثافة القادمة إلى الحرم المكي جنوباً وشمالاً»، مشيراً إلى أن «التوسعة الشمالية الجديدة في الحرم كانت من أجل استيعاب الحجاج القادمين من جهة الجمرات». وكانت السعودية أنهت قبل عامين مترو المشاعر للربط بين مكةالمكرمة ومنى وعرفة ومزدلفة، ويمتد على مسافة 20 كلم، ناقلاً 72 ألفاً في الساعة من حجاج الداخل ودول الخليج العربي، وحوالى 300 ألف من دول جنوب آسيا. يذكر أن السعودية وقعت منتصف يناير الماضي عقد المرحلة الثانية من قطار الحرمين البالغة كلفته حوالى 30.8 بليون ريال، بعد أن رسا تنفيذه على ائتلاف الشعلة الذي يضم شركات إسبانية وسعودية. ويتضمن المشروع تشييد خط سريع للسكك الحديد بين جدةوالمدينةومكة ورابغ بطول 450 كلم. ويساعد خط القطار السريع في نقل الحجاج بين المدن الثلاث في موسم الحج الذي تستقبل خلاله السعودية نحو مليوني مسلم من أنحاء العالم كافة. كما وقعت ثلاثة عقود لتطوير شبكة السكك الحديد، وخصوصاً بين الرياض في الوسط ومناطق الشمال والشرق بقيمة 2.3 بليون ريال. وتتنافس أربعة ائتلافات تضم 33 شركة من 15 دولة، وخصوصاً فرنسا وإيطاليا وسويسرا وكندا وألمانيا والسعودية للفوز بمشروع قطار الرياض مع شبكة طولها 175 كلم وحافلات عدة، مما سيخفف من الازدحام الخانق في العاصمة، ولا يتجاوز طول خطوط السكك الحديد العاملة حالياً في المملكة 1378 كلم بينها 449 كلم مخصصة للركاب، و556 كلم للشحن. كما أن هناك 373 كلم تربط بين مواقع صناعية وزراعية وعسكرية ومرافئ تصدير، لكن لدى هيئة السكك الحديد الكثير من المشاريع المستقبلية التي تمتد لآلاف الكيلومترات لتغطية المملكة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.