في يوم الانتخابات الرئاسية في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، تجري أيضاً انتخابات لتجديد أعضاء مجلس النواب بالكامل وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، في معركة مكلفة يتوقع ألا تقلب موازين القوى الحالية أياً يكن الرئيس الأميركي المقبل، ما يهدد بتمديد فترة الجمود التي يشهدها الكونغرس. ونظراً إلى ضعف وضع الديموقراطيين على مستوى البلاد، يتوقع أن يتمكن الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس النواب منذ عام 2010 بأكثرية 25 نائباً، من المحافظة على هذا التقدم بحسب الخبراء. ويتم انتخاب النواب كل سنتين. وهنا ستكون المعركة معركة موازنة بامتياز. فالجمهوريون المدفوعون بأقلية معطلة من ممثلي «حزب الشاي» انتخبت في 2010، يعدون برفض أي زيادة ضريبية على الأثرياء كما ينوي الرئيس الديموقراطي باراك أوباما. واعتباراً من 3 كانون الثاني (يناير) 2013 مع تولي النواب المنتخبين مناصبهم رسمياً، سيكون عليهم الاتفاق بأي ثمن على خطة لتقليص العجز وهو ملف يسمم الساحة السياسية الأميركية منذ صيف 2011 عندما خفضت وكالة التصنيف المالي «ستاندارد أند بورز» التصنيف الائتماني للبلاد. وفي مجلس الشيوخ حيث يتم تجديد ثلث المقاعد المئة كل سنتين لولاية من ست سنوات، يأمل الديموقراطيون في الحفاظ على غالبيتهم المحدودة البالغة 53 مقعداً، لكن السيطرة على هذا المجلس رهن بالنتائج المتقاربة في المنافسة على عدة مقاعد في ولايات مثل ماساتشوستس (شمال شرق) وفرجينيا (شرق). انتخابات متقاربة هذه الظروف المحلية هي التي ستقرر مصير الأكثرية في مجلس الشيوخ، لا السباق بين أوباما ورومني، كما أكد الأستاذ في جامعة فرجينيا لاري ساباتو. وقال إن «مجلس الشيوخ يميل بالكاد إلى الجهة الديموقراطية. هناك تسعة انتخابات متقاربة النتائج جداً». ففي ولاية ميسوري (شمال) على سبيل المثال أدى تعيين المرشح المحافظ المتشدد تود أكين الذي فرضه «حزب الشاي» في أثناء الانتخابات التمهيدية الجمهورية إلى تحسين فرص السناتور الديموقراطية المنتهية ولايتها كلير مكاسكيل. إذ أثار أكين احتجاجات شديدة أدت إلى تراجعه في استطلاعات الرأي بعد تصريحاته حول «الاغتصاب الفعلي». ولا يحتاج الجمهوريون إلى أكثر من أربعة مقاعد من ال33 التي تشملها الانتخابات للحصول على الأكثرية. لكن المحلل تشارلز كوك مؤسس موقع «كوك بوليتيكال ريبورت» المتخصص في الانتخابات لا يتوقع أكثر من مقعدين إلى أربعة لهم. أما ستيوارت روثنبرغ الذي ينشر توقعاته في موقع «روثنبرغ بوليتيكال ريبورت» فرأى أن الجمهوريين لن يكسبوا أكثر من ثلاثة مقاعد وربما لن يكسبوا أي مقعد. وقال نيثن غونزالس من «روثنبرغ بوليتكال ريبورت» إن الجمهوريين «إذا لم يحصلوا على أكثر من ثلاثة مقاعد فسيحتاجون إلى نائب رئيس» جمهوري. في حال المساواة التامة في مجلس الشيوخ (50-50) فان نائب رئيس الولاياتالمتحدة يفصل بين المعسكرين في أثناء التصويت في المجلس. عملاً بالنموذج الإحصائي الذي يتبعه نيت سيلفر في صحيفة «نيويورك تايمز» الذي يأخذ الاستطلاعات وغيرها من المتغيرات في الاعتبار فإن الديموقراطيين يملكون 88 في المئة من الحظوظ في الحفاظ على أكثرية مجلس الشيوخ بفضل سقوط عدد من المرشحين الجمهوريين من بينهم تود أكين. قبل شهرين كان الجمهوريون يملكون 61 في المئة من فرص الفوز. لكن لا يبدو أن أي حزب قادر على إحراز أكثرية مطلقة تبلغ 60 شيخاً وهي ضرورية عملياً من أجل التصويت على أي قانون لأنها وحدها كفيلة بمنع الأقلية من لعب دور معطل لأي آلية تشريعية. وحتى الآن جمع المرشحون إلى الكونغرس معاً أكثر من 1,5 بليون دولار، أي ما يوازي تقريباً إجمالي ما جمعه أوباما ورومني والحزبان الوطنيان.