انسحب وزير النقل العراقي هادي العامري (رئيس منظمة بدر) من احتفال أعدته وزارته لوضع الحجر الأساس لبناء مطار الفرات الأوسط في محافظة كربلاء، اثر تظاهر عدد كبير من الفلاحين احتجاجاً على تشييد المطار، مطالبين بتغيير مكانه. وأكد العامري خلال مؤتمر صحافي أن ذلك غير ممكن. وأوضح أنه «سيتم تعويض المتضررين في القريب العاجل». وأضاف: «لن نسمح بمضايقة من يقومون بأعمالهم في المناطق التي ليس فيها أعمال للمطار، إلى حين بدء العمل، لمنحهم أكبر وقت للاستفادة من الأرض». وأشار إلى أن «كل الذين تظاهروا هم من المتعاقدين على هذه الأرض وانتهت عقود استئجارهم منذ سنتين». ورفع الفلاحون المتظاهرون شعارات تندد بالمطار الجديد وتؤكد أنه يقع في أراضيهم، وطالبوا بتغيير موقعه كونه يدخل ضمن الترسيم الجغرافي للأراضي الزراعية الخاصة بهم. إلى ذلك، أكد مصدر في مكتب وزير النقل ل «الحياة» أن «عدداً كبيراً من الفلاحين وأولادهم اقتحموا الاحتفال وحاولوا مهاجمة العامري احتجاجاً على مشروع المطار المزمع إقامته ضمن حدود تلك المنطقة». يذكر أن مشروع مطار الفرات الأوسط يقع على بعد 33 كلم جنوب مدينة كربلاء وكان يفترض أن يبدأ العمل به في آذار (مارس) 2010. وأضاف المصدر أن «الفلاحين المحتجين طالبوا بتعويضات مالية أو أراض بديله لتجنب الخسارة أو فقدان فرص عملهم وأولادهم». وأشار إلى أن «مسألة تعويض الفلاحين لم تطرح ضمن خطة تنفيذ مشروع المطار لأن الأراضي التي تدخل ضمن المشروع تعود ملكيتها للدولة لكنهم (الفلاحون) استغلوا إهمالها في زراعتهم ظناً منهم أن الدولة ستملكها لهم في كل الاحوال». وتابع المصدر: «ما يعقد القضية أن الفلاحين المتظاهرين لديهم عقود رسمية من وزارة الزراعة تسمح لهم باستثمار تلك الأراضي وعليه لا بد من إيجاد آلية قانونية لحل هذه الإشكالات وأعتقد أن الموضوع سيأخذ وقتاً طويلاً لإنهائه». وفي العراق ستة مطارات مدنية منها مطار بغداد الدولي ومطارات البصرة وإربيل والسليمانية والنجف ونينوى، ومن المؤمل تشييد مطارات في الناصرية والأنبار ودهوك وصلاح الدين.