حذرت السلطات المحلية في كربلاء من احتمال وقوع أعمال عنف خلال زيارة النصف من شعبان التي يحييها مئات الآلاف من الزوار الشيعة نهاية الشهر الجاري، وقررت تدعيم القوات العسكرية المنتشرة في المدينة بقوات مكافحة الشغب. وقال قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق الركن عثمان الغانمي خلال مؤتمر صحافي أمس: «تم تزويد القطاعات العسكرية المشاركة في الخطة الأمنية بقوات مكافحة الشغب تحسباً لأعمال عنف ربما تصدر من قبل بعض الزائرين». وأضاف: «قمنا بزيادة أعداد القوات المرابطة في المناطق الصحراوية المحيطة بكربلاء لمواجهة النيران غير المباشرة التي يمكن ان تصدر من المجموعات المسلحة كما حدث خلال زيارة الامام الكاظم في بغداد اخيراً»، لكنه أشار إلى أن «الخطة الأمنية تبقى عرضة للإضافة والتعديل تبعاً للمتغيرات على الأرض». ولفت إلى أن الأجهزة الامنية في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) «بدأت تنفيذ الخطة الأمنية الخاصة بزيارة النصف من شعبان التي ستستمر حتى الأربعاء المقبل. وتم نشر أكثر من 15 ألف عنصر من عناصر الجيش والشرطة كمرحلة أولى على ثلاثة أطواق، خارجي وأوسط وطوق داخل المدينة». وأوضح أن الخطة تتضمن أيضاً «تأمين المداخل الخارجية والداخلية وزيادة أعداد الحواجز ونشر مفارز الكلاب البوليسية ومفارز أجهزة البحث عن المتفجرات وكذلك نشر قوة من الأجهزة الاستخباراتية بين الزوار، مع نشر قوة نهرية على نهر الفرات وبحيرة الرزازة (15 كلم غرب كربلاء) مع توزيع مفارز القناصة فوق أسطح البنايات». من جهته، أكد المسوؤل في اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة ستار العرداوي أن «الزيارة مهددة بكل تأكيد لأن الوضع السياسي غير المستقر وتأخر تشكيل الحكومة هما من العوامل المؤثرة على استهداف الزوار من قبل المجموعات الإرهابية، ولدينا معلومات وافية بأن الزيارة مهددة». وقال إن «الأجهزة الأمنية لديها الاستعداد لإحباط أي محاولة تستهدف النيل من أرواح الزوار والجميع بالمرصاد لأي تحرك مشبوه». وأضاف أن «الحكومة المحلية شكلت لجان متابعة لإنجاح زيارة النصف من شعبان ومنها اللجنة الأمنية التي أشركت معها المختارين ورؤساء وأعضاء المجالس المحلية في كل مدن المحافظة إضافة إلى لقاءات مع رؤساء العشائر وحملتهم جزءاً من المسؤولية في عملية الحفاظ على استتباب الأمن والاستقرار». إلى ذلك، أعلن مجلس محافظة كربلاء موافقته على الخطة التي وضعتها قيادات الجيش والشرطة لحماية حشود الزائرين المتوجهين إلى كربلاء للمشاركة في الزيارة الشعبانية، مشيراً إلى ان الحكومة المحلية طالبت الحكومة المركزية بصرف نحو 5.2 مليون دولار لتغطية نفقات الزيارة من توفير خدمات المياه والطعام والنقل للزائرين. وكان وزير الداخلية جواد البولاني أطلع المرجعية الدينية في النجف على الخطة الموضوعة للزيارة الشعبانية التي تعد من أهم المناسبات الدينية الشيعية التي تجتذب مئات الآلاف من الزائرين. وقال البولاني في مؤتمر صحافي عقده في النجف بعد لقائه المراجع الأربعة الرئيسيين في النجف، إن «القوات الأمنية العراقية اتخذت الاستعدادات والإجراءات كافة لتأمين الزيارة الشعبانية في محافظات النجف وكربلاء والمناطق القريبة الأخرى». وأضاف أن «وزارة الخارجية قامت بتسهيلات عدة لدخول الزوار العرب والأجانب القادمين للزيارة، عبر منحهم تأشيرات الدخول الفورية عند المنافذ الحدودية البرية والجوية العراقية». وشهدت الاحتفالات بذكرى مولد الإمام الكاظم في بغداد في الثامن من الشهر الجاري سلسلة من التفجيرات أدت إلى مقتل واصابة أكثر من 350 شخصاً. يُذكر أن زيارة النصف من شعبان هي إحدى المناسبات الدينية الكبيرة التي تصادف ولادة الإمام الثاني عشر لدى الشيعة محمد المهدي، ويتوافد خلالها آلاف الأشخاص من داخل العراق وخارجه على مدن كربلاء والنجف وبغداد.