تعاني المخططات الحديثة الحكومية من انعدام البنية التحية، التي تستمر في تلك المخططات حتى ولو فاقت نسبة البناء فيها ال80 في المئة، وبخاصة الخدمية منها، من شوارع مسفلتة وإنارة وأرصفة وتشجير وحدائق وغيرها من الخدمات الخدمية المهمة، وكذلك الخدمات التعليمية والصحية والأمنية. وتعاني محافظة النعيرية من هذه المشكلة التي تمس شريحة كبيرة من المواطنين، الذين ينتظرون تلك الخدمات بفارغ الصبر، على رغم الجهود التي تبذلها بلدية النعيرية، في ظل شح المقاولين وتأخر فتح المظاريف لتلك المشاريع. والتقت «الحياة» بعض أهالي الأحياء، وبخاصة الذين يعيشون معاناة انعدام الخدمات بشكل يومي ومباشر. وقال سعود العازمي: «سكنت حي الربيع منذ أكثر من عامين، وتم وضع طبقة أسفلت فوق الردمية على أمل أن تتم سفلتة الشارع، وحتى اليوم لم تتم سفلتته، وكل مرة نتلقى مواعيد من المسؤولين في البلدية، بأنه ستتم السفلتة خلال شهر أو شهرين». وأضاف العازمي: «نعاني من تلك الشوارع غير المسفلتة، التي تسببت في تلف مركباتنا وتثير الغبار عند المرور عليها، ما يلوث الحي بالأتربة، إضافة إلى موجات الغبار التي أصبح الحي عرضة لها وغيره من الأحياء الجديدة في المحافظة، بسبب عدم وجود تشجير ومصدات للرياح للتخفيف من حدة الغبار المثار عليها». وأردف: «لا نستطيع الجلوس في فناء المنازل بسبب الغبار التي تثيره المركبات التي تمر في الشوارع أمام منازلنا». ويشاركه الرأي محمد المطيري، من حي الخليج، الذي قال: «نعاني من الظلام وينتابني الخوف على منزلي عند سفري، لعدم وجود إنارة في تلك الأحياء، والتي تعتمد على إنارة المنازل فقط، ما يضطرنا لتشغيل الإنارة 24 ساعة عند السفر طوال المدة التي نقضيها خارج المحافظة، فبعضنا يترك منزله لمدة عشرة أيام أو أكثر، ما يرفع فواتير الكهرباء، ويعرض منازلنا للخطر، أو يضطر البعض لإطفاء الإنارة، ويترك منزله فرصة لمن تسول له نفسه السرقة»، مضيفاً: «نعاني من عدم وجود أرصفة في الشوارع، وكذلك حدائق مصغرة للأحياء، ووجود الكلاب الضالة التي تتجمع بالقرب من المنازل، مكونة ما يشبه القطيع، وتتزايد يوماً بعد آخر، مسببة إزعاجاً بأصواتها ومهددة أبناءنا». أما محمد صالح، الذي يقطن حي الخليج فيقول: «الحي يتكون من خمسة أحياء داخلية وهي عبارة عن قطع، وكل قطعة لا تقل عن 500 قطعة أرض، تم البناء على غالبيتها، ولم تصل الشوارع الداخلية في تلك القطع بخلاف الردم، الذي تسبب في تلف مركباتنا، وإثارة الغبار في الحي»، لافتاً إلى ما يعانيه السكان من «مخلفات البناء، التي تجاور المنازل في الأراضي الفضاء، إذ تتركها مؤسسات البناء، فيما تتطاير أكياس الأسمنت وقطع الفلين وغيرها على المنازل، وتنتشر في بقية الحي بشكل غير مقبول وربما تسبب حوادث». وأجمع أهالي أحياء النعيرية على انعدام الكثير من الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية، وأشاروا إلى عدم وجود مراكز رعاية صحية ومدارس، سوى مدرسة ابتدائية واحدة للبنات فقط، فضلاً عن غياب المياه، إذ يحصلون على المياه عبر صهاريج صغيرة، مرة واحدة في الأسبوع فقط، ما يضطر الكثير منهم لدفع مبالغ طائلة لجلب المياه عبر صهاريج خاصة، فيما المياه عالية الملوحة. كما يعانون وبخاصة خلال فصل الصيف، من زحف الرمال على منازلهم لعدم وجود مصدات للرياح، وكذلك عدم تشجير الشوارع الرئيسة للتخفيف من هجوم الرياح. وطالب الجميع بسرعة تنفيذ ازدواج الطريق الرئيس الذي يربط الأحياء بمدينة النعيرية. وذكروا أن «الطريق مزدحم وضيّق الآن، فكيف سيكون الحال في حال عودة المدارس». «البلدية» تستعرض مشاريع حالية ومستقبلية لتطوير الأحياء