أكدت مصادر أمنية أردنية أمس، إلقاء القبض على «شبكة تجسس» سورية كانت تعمل «لصالح النظام السوري» في منطقة مكتظة بالعاصمة عمان، وذلك بناء على «معلومات استخبارية» حصلت عليها الأجهزة الأمنية المختصة. وكشفت المصادر التي فضلت عدم الإشارة إليها لحساسية المعلومات، أن أفراد الشبكة كانوا «يرتادون إحدى الشقق في منطقة جبل الحسين العمانية، ويعملون على جمع معلومات استخبارية»، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وقال الناطق باسم مديرية الأمن العام الأردنية المقدم محمد الخطيب ل»الحياة»، إن «إدارة الأمن الوقائي التابعة لمديرية الأمن العام ألقت القبض على 7 أشخاص يحملون الجنسية السورية، وفي حوزتهم 35 جهاز اتصال لاسلكي مطور وبعيد المدى يعتبر اقتنائه مخالفا للقوانين والأنظمة، إضافة إلى أجهزة إرسال واستقبال مربوطة بالأقمار الاصطناعية، و3 أجهزة حاسوب شخصي، ومنظار ليلي». ولاحقا، أصدرت مديرية الأمن العام بيانا ذكرت فيه أن «معلومات وردت لشعبة العمليات في إدارة الأمن الوقائي يوم الأحد الماضي، تفيد بوجود شخص مشبوه في منطقة جبل الحسين وبحوزته أجهزة لاسلكية بعيدة المدى ومتطورة. وتم التعامل مع المعلومة... والتوصل إلى مكان سكن الشخص المذكور، ومعاينة المكان، وإخضاعه لمراقبة حثيثة، لحين ألقي القبض عليه داخل الشقة، بعد الحصول على مذكرة قانونية بذلك». وبحسب البيان «ضبط بحوزة المشتبه به أجهزة لاسلكية متطورة وأدوات الاتصال مختلفة». وأضاف البيان: «بعد التحقيق مع المذكور اعترف بأنه أحد أفراد مجموعة مؤلفة من 7 أشخاص سوريين يقطنون مناطق مختلفة من عمان، وأحدهم يقطن مدينة اربد القريبة من الحدود السورية، إذ ألقي القبض عليهم جميعا بالاشتراك مع قيادتي أمن إقليم العاصمة والشمال مساء أول أمس». وكانت أجهزة الأمن الأردنية ألقت القبض على مجموعات سورية مسلحة مطلع الشهر الحالي، كانت «تخطط لتنفيذ تفجيرات داخل فعاليات خاصة بالمعارضة الأردنية، لخلق حال من الفوضى في البلاد». وكشفت مصادر إغاثية داخل مخيم «الزعتري» المخصص لاستقبال اللاجئين السوريين شمال شرق المملكة في وقت سابق ل «الحياة»، قيام السلطات بإجراء تمشيط أمني واسع على كل خيام اللاجئين بشكل دائم، بحثا عن عناصر يتبعون للأمن السوري. واكد هذه المعلومات ل»الحياة» أيضا زايد حماد رئيس جمعية «الكتاب والسنة» الأردنية، المعنية بإغاثة عشرات آلاف اللاجئين السوريين في الأردن، والذي أكد غير مرة تعرضه لتهديدات بالقتل من خلايا سورية مسحلة، وفق شكاوى تقدم بها إلى الأجهزة الأمنية المختصة. ويؤوي الأردن الذي يشترك وسورية بحدود يزيد طولها عن 370 كيلومتراً، أكثر من 200 ألف سوري منذ بدء الأحداث في جارته الشمالية في آذار (مارس) 2011.