في المضامين العامة، ان كرة القدم لا يمكن أن تخلو من الأخطاء، ولنتخيل كرة قدم خالية من الأخطاء كيف سيكون حالها، فالحديث عن أسرارها الفنية متشعب وطويل، وليس له قاعدة يمكن الاستناد عليها. أما الحديث الذي لا ينتهي، ولن ينتهي، فهو موضوع أخطاء الحكام، فأكثر إثارة في عالم كرة القدم هو خطأ تحكيمي أو سوء تقدير، فيكون حديث المجالس والمنتديات، والجميع هنا يفسر على هواه، وتمتزج التفسيرات بين ظالم ومظلوم، وبعده لن تنتهي الحكاية، وكرة القدم هذا هو نمطها ومن لا يريد أخطاء فيها فليبحث عن غيرها. بالأمس ثلاث مباريات في دوري «زين»، كانت أخطاء التحكيم فيها فاضحة حد نسيان نتائجها، فحكم يدفع لاعباً بيده لأنه احتج على قراره فكان اللاعب أكثر انضباطية من الحكم في حادثة غريبة! وركلات جزاء غير محتسبة وأخرى محتسبة، لكنه اتضح فيما بعد عدم صحتها، فالذين يشاهدون في التلفزيون مع تكرار اللقطة هم أكثر دقة من الحكم، وحتى المنتخب السعودي حُرم من مباريات عدة بسبب أخطاء التحكيم، ولم نترك الاتحاد الآسيوي، إذ شنت على مسؤوليه حملة إعلامية، والسبب بأن المسؤولين عن المنتخب شنوا عليه أبشع حملة إعلامية (وطرنا في العجة)، وأن الاتحاد الآسيوي كان يستقصد منتحبنا، وبعدها اكتشفنا أن هذا المنتخب يتراجع بشكل مخيف لم يسهم التحكيم في تقهقر مستواه. والأكيد أن الحكام لهم من الأخطاء ما يشيب له شعر الرأس، ولكن الفريق الجيد المعد إعداداً سليماً للفوز، والمنافسة على البطولات لا يمكن لأي حكم في الدنيا أن يقف ضده، ولا بد أن يكون جاهزاً للكل الحكم والفريق الخصم، وحتى جاهز لجماهير الخصم عندها سيكون الربح من نصيبك. وعلينا أن ندرك تماماً بأن أخطاء التحكيم مستمرة، ولن يتم تلافيها حتى ولو تم استخدام التكنولوجيا كما يقترح البعض، ولكن المصيبة عندما نركن لهذا الواقع ونعترف به ويتم استغلال ذلك في ترجيح كفة فريق على آخر بسبب سوء التقدير وتحت بند أخطاء الحكام، فهنا تكمن مصيبة كرة القدم، وتتحول من لعبة شعبية إلى لعبة ترعاها لغة أخرى ليس لها علاقة بالمنافسة الشريفة. [email protected]