أعلنت إسرائيل أنها منعت وسائل الإعلام المحلية من نشر تقارير عن أن الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوف هو مواطن إسرائيلي، سعياً لتقليل الخطر عنه بعد أن احتجزه متشددون إسلاميون في سورية العام الماضي. وأصدر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) الأسبوع الجاري فيديو يظهر عملية ذبح سوتلوف، وقالت إن إعدامه إنما هو انتقام للضربات الجوية التي شنتها الولاياتالمتحدة. وأعلنت إسرائيل أن سوتلوف مزدوج الجنسية بعدما أكد البيت الأبيض صحة الفيديو. وهاجر سوتلوف، وهو يهودي، إلى إسرائيل عام 2005. وقال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إن الحكومة الإسرائيلية علمت «في مرحلة مبكرة» من خطفه أنه كان إسرائيلياً، وأضاف للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي: «أصدرت الرقابة أمراً بالتكتم على الأخبار بأنه مواطن إسرائيلي. ونحن أيضاً على تواصل وثيق مع الولاياتالمتحدة في هذا الأمر برمته». وتملك الرقابة العسكرية الإسرائيلية سلطة المنع المسبق من نشر تقارير إعلامية تراها مضرة بأمنها القومي. وكشفت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية أمس، عن أن أكثر من 150 شخصاً يتحدثون عشرين لغةً، عملوا على مدار الساعة من أجل محو أي ذكر لجنسية سوتلوف الإسرائيلية بعد خطفه. ونجح الأشخاص، الذين لم تحدد الصحيفة إن كانوا من المخابرات الإسرائيلية أم أشخاصاً عاديين، بمحو أي أثرٍ في شبكة الإنترنت قد يستنتج منه تنظيم الدولة الإسلامية أن سوتلوف إسرائيلي. وقال دانيل إزيكستون إن سوتلوف كان زميله منذ 2005 وحتى 2008 في دراسة تخصص «صراعات وأمن وإرهاب» في معهد هرتسيليا متعدد الأغراض الذي يدرس فيه عدد كبير من ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي. وتم محو كل تقارير سوتلوف في صحيفة «جيروزاليم بوست» وفي مجلات أخرى، بالإضافة إلى كل نشاطاته على «فايسبوك» أو «تويتر». من جانبه، تجنب ليبرمان الإجابة عن سؤال هل حاولت إسرائيل إنقاذ سوتلوف، مكتفياً بالقول: «كانت هناك محاولات أميركية وأوروبية لتحرير رهائن. وللأسف لم تنجح هذه المحاولات». وينص القانون الإسرائيلي على أن المواطنين الذين يسافرون لدول عدوة، مثل سورية باستخدام جوازات سفر أخرى، معرضون الى المساءلة القانونية لدى عودتهم. ويقول خبراء إنهم لو وقعوا في الأسر، فلن تتخذ الحكومة الإسرائيلية أي خطوة لإعادتهم. وقال بوعاز جانور، رئيس المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في كلية (آي. دي. سي هرتزليا)، وهو كلية قريبة من تل أبيب درس فيها سوتلوف (31 عاماً)، إنه ربما تكون هناك استثناءات، مثل إفراج إسرائيل عام 2004 عن سجناء عرب في مقابل ألحنان تنينباوم، الكولونيل المتقاعد من الجيش الإٍسرائيلي الذي احتجزه «حزب الله» أثناء زيارة غير قانونية له لدبي. وجرى أيضاً في ذلك الاتفاق أيضاً تسلم رفات ثلاثة جنود إسرائيليين من الحزب. وقال مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على شؤون المخابرات لوكالة «رويترز» إنه لا يعلم عن أي جهود بذلتها الحكومة لإنقاذ سوتلوف، مضيفاً: «لكني أعلم أنه ما كان له أن يذهب إلى تلك الأماكن». وساهم سوتلوف بكتابة أخبار لمنافذ إعلامية إسرائيلية قالت إنها سعت لإنكار صلتها به وبهويته اليهودية أثناء احتجازه. وقال ليبرمان إن «تنظيم الدولة الإسلامية لا يشكل تهديداً عسكرياً مباشراً لإسرائيل، لكن ما من شك في أن فكر الدولة الإسلامية ينتشر... وهذا ليس مسألة أقل خطورة. للأسف شهدنا بعض التعامل مع الدولة الإسلامية ورايات الدولة الإسلامية في داخل دولة إسرائيل في (مدينة) الناصرة العربية وغيرها من الأماكن».