ذكر مسؤولون في الولاياتالمتحدة وبريطانيا أمس الاربعاء أن مقطع الفيديو الذي أذيع على الانترنت من قبل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية والذي يظهر قطع رأس الصحفي الأمريكي ستيفن جويل سوتلوف صحيح. وقال مجلس الأمن القومي الأمريكي في تغريدة على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي «إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية قد قامت بتحليل مقطع الفيديو الذي أذيع مؤخرا والذي يظهر فيه المواطن الأمريكي ستيفن سوتلوف وتوصلت إلى أن نتيجة مفادها بأن المقطع صحيح». وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أيضا إن مقطع الفيديو حقيقي». وأظهر مقطع الفيديو مشاهد لسوتلوف(31 عاما) وهو راكع بجوار رجل ملثم الوجه ومرتديا لباسا برتقالي اللون مثل زي العمال ومشابه للذي كان يرتديه زميله الصحفي الأمريكي جيمس فولي. وقد أعدم فولي من قبل مسلحين في مقطع فيديو أذيع في 19غسطس الماضي. واكد الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء ان الولاياتالمتحدة «لن ترضخ لترهيب» تنظيم الدولة الاسلامية بعد نشر الفيديو. وقال اوباما في تصريحات في تالين باستونيا «ان هذه الافعال الفظيعة لن تؤدي الا الى تعزيز وحدة بلادنا وتعزيز تصميمنا على محاربة هؤلاء الارهابيين». واضاف «ايا كانت الاهداف التي سعى اليها هؤلاء القتلة من خلال قتلهم اميركيا بريئا مثل ستيفن، فقد خاب مسعاهم»، واعدا بان العدل سياخذ مجراه. وقال اوباما ان هدف واشنطن هو الغاء التهديد الذي يمثله تنظيم «الدولة الاسلامية» على المنطقة. لكنه اشار مجددا الى ان تحقيق ذلك سيتطلب «وقتا» وانه يحتاج تحالفا دوليا حقيقيا. وينوي وزير الخارجية الاميركي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل رسم ملامح هذا التحالف اثناء مباحثات مع شركائهم الغربيين على هامش قمة الحلف الاطلسي الخميس والجمعة في نيوبورت في ويلز. من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس إن خطف تنظيم الدولة الإسلامية لرهينة بريطاني لا يجعل توجيه ضربات جوية للمتشددين أمرا أكثر ترجيحا إلا أنه لم يستبعد هذا الخيار. وقال هاموند للصحفيين «هذا الأمر لا يحدث فارقا على الإطلاق في تخطيطنا الاستراتيجي.. إذا قررنا أن توجيه ضربات جوية أمر مفيد.. فبالتأكيد سنبحثه. ولكننا لم نتخذ أي قرار بعد بخصوص ذلك في هذا الوقت.» وكان وزير الخارجية البريطاني يتحدث بعد اجتماع لجنة الاستجابة الحكومية للطواريء وقال إن تحليل الحكومة الأولي يوضح أن تسجيل الفيديو الذي بث مساء أمس الثلاثاء لذبح الصحفي الأمريكي حقيقي. وصرح بأن متشدد الدولة الاسلامية الذي ظهر في فيديو سوتلوف يبدو انه نفس الرجل الذي تحدث بلكنة بريطانية في الفيديو الخاص بذبح الصحفي الامريكي جيمس فولي. وتابع «لا تنتظروا ان اناقش الخيارات المختلفة التي ندرسها ولكن يمكنني أن أؤكد اننا سندرس جميع البدائل الممكنة لحماية هذا الشخص» في إشارة للرهينة البريطاني الذي يحتجزه التنظيم. (يهودي يحمل الجنسية الإسرائيلية) كشفت وسائل الاعلام الإسرائيلية، ظهر امس النقاب عن أن الصحافي الاميركي ستيفان سوتلوف يهودي ويحمل الجنسية الإسرائيلية، وكانت له علاقات ولقاءات مع إسرائيليين، وعايش أحداثا خطيرة في ليبيا ومصر وسورية. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على موقعها الالكتروني الاربعاء أن سوتلوف الذي كان يعمل مع «تايم» و»فورين بوليسي، هاجر إلى إسرائيل قبل سنوات ودرس في «المركز متعدد المجالات» في هرتسليا، ومكث في إسرائيل في يوليو من العام الماضي، وتحديداً في تل أبيب ومنها غادر على ما يبدو إلى الأردن ثم إلى سورية، حيث اختفت اثاره. واشارت «يديعوت» الى انه وفور اختطاف سوتلوف في سورية جرت إزالة كافة المعلومات التي قد تشير إلى هويته اليهودية الإسرائيلية في شبكات التواصل الاجتماعي. ولفت الموقع إلى أن سوتلوف كان متمكنا جدا من اللغة العربية وقد أعد عدة تقارير صحافية من اليمن وليبيا وسورية التي شوهد فيها للمرة الاخيرة في آب (أغسطس) من العام 2013. وفي وقت سابق ألمحت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن سوتلوف إسرائيلي إذ ذكرت أنه التقى مع إسرائيليين قبل سنتين، قبيل بضعة شهور من اختطافه، وتحدث إليهم عن المخاطر التي واجهها في أكثر من مرة في مناطق القتال الخطيرة في العالم. ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي على موقعها الالكتروني عن مواطنة إسرائيلية كانت على علاقة معه قولها : «إنه كان يعرف جيدا حجم المخاطر في عمله في المواقع التي يذهب إليها». كما أشارت الإسرائيلية إلى أن سوتلوف كان قد تحدث معها في أحد اللقاءات عن أحداث قاسية جدا عايشها خلال عمله في ليبيا ومصر وسورية، بضمنها الاعتداء عليه من قبل متظاهرين لدرجة اضطراره لتلقي العلاج في المستشفى لفترة معينة، وفي سورية كاد يقتل برصاص أطلق باتجاهه. (غضبة عالمية) اثار فيديو اعدام الصحافي الاميركي ستيفن سوتلوف موجة تنديد عالمية واسعة وقال الامين العام للامم المتحدة خلال زيارة الى نيوزيلندا «نحن جميعا ساخطون للمعلومات الواردة من العراق بشأن جرائم رهيبة يرتكبها بحق مدنيين» تنظيم الدولة الاسلامية «بما في ذلك الذبح المروع لصحافي آخر». واضاف «ادين بكل قوة كل الجرائم المشينة من هذا النوع وارفض القبول بان تكون هناك مجموعات كاملة مهددة بالتعرض لجرائم فظيعة بسبب معتقداتها». كما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان «هذا العمل الهمجي، بعد قتل صحافي آخر هو جيمس فولي، يجسد الطبيعة الدنيئة» لتنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى قطع رأس الصحافي الاميركي في شريط فيديو قالت واشنطن انها لا تزال تتحقق من صحته.