مقديشو - «الحياة»، رويترز - أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس، مقتل زعيم حركة «الشباب» الإسلامية المتشددة أحمد عبدي غودان في ضربة جوية أميركية نُفِذت هذا الأسبوع، فيما لم تصدر الحركة التي تخوض صراعاً مريراً مع الحكومة تعقيباً على ذلك. وكان رئيس الوزراء الصومالي عبد الولي شيخ أحمد أعلن مقتل غودان، على صفحته على موقع «فايسبوك» للتواصل الاجتماعي. وكتب: «نقول للصوماليين إن غودان مات». وكان مسؤولون أميركيون صرحوا أول من أمس، بأنهم ما زالوا يتحققون مما إذا كانت الضربة الصاروخية التي وجهتها مقاتلاتهم الاثنين الماضي، إلى معسكر لحركة «الشباب» أسفرت عن مقتل غودان الذي اختير زعيماً للحركة في عام 2008 بعد مقتل سلفه في هجوم أميركي. ولا يوجد مرشح واضح ليحل محل الرجل الذي حكم «الشباب» بقبضة حديدية وقتل الكثير من منافسيه. ويقول الخبراء إن هناك إمكانية حقيقية في أن يثير موته اقتتالاً داخلياً أو يؤدي إلى تشكيل حركات منشقة أصغر حجماً وربما أكثر خطورة. وقال مدير معهد التراث للدراسات السياسية في مقديشو عبدي عينتي: «إذا تأكدت وفاته بالفعل فستطرأ تغييرات كثيرة على حركة الشباب.» وأضاف: «الشيء المرجح حدوثه هو صراع على السلطة». وتابع أن من المحتمل حدوث تفكك مع غياب زعيم بخبرة غودان ونهجه العنيف تجاه المعارضين. وتبذل حكومة الصومال بدعم من قوات حفظ السلام الأفريقية والاستخبارات الغربية جهداً لكبح نفوذ «الشباب» وإخراجها من مناطق لا تزال تسيطر عليها منذ طردها من مقديشو عام 2011. وترغب الحكومات الغربية وجيران الصومال في هزيمة الحركة التي استغلت حالة الفوضى في الصومال لتدريب مقاتلين أجانب. وشعرت كينيا التي نشرت قوات ضمن قوة الاتحاد الأفريقي لسحق المتمردين الإسلاميين بتأثير «الشباب» في أيلول (سبتمبر) الماضي عندما شن مسلحون من الحركة هجوماً على مركز «ويستغيت» التجاري، أسفر عن مقتل 67 شخصاً. وقال غودان الذي يُعتقد أنه في الأربعينات من عمره، للكينيين بعد وقت قصير على الهجوم على «ويستغيت» الذي استمر 4 أيام: «أخرِجوا قواتكم أو استعدوا لحرب طويلة ودماء ودمار وإخلاء.» ودرس غودان في باكستان في أواخر عام 1990 وقد يكون انطلق من هناك في مهمة إلى أفغانستان حيث كان تأثير زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لا يزال كبيراً. وغودان ليس أول زعيم لحركة الشباب تستهدفه القوات الأميركية، ففي عام 2008 قُتل سلفه عدن هاشي في غارة مماثلة. ويشعر الصوماليون الذين أنهكتهم الحرب بالقلق من أن تتعافى حركة الشباب مرة أخرى من الضربة التي وجهت لقيادتها. وقال حسين بيهي وهو أحد مشايخ منطقة شابيل السفلى جنوب مقديشو، حيث لا تزال الحركة تمثل قوة فعالة: «هذه أيديولوجية استراتيجية لا يمكن تدميرها بالقضاء على فرد». لكن ليس من المحتمل ظهور زعيم جديد على نحو سريع هذه المرة. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، أبرزها إلغاء غودان لمجلس شورى الحركة الذي سبق وأن اختاره زعيماً. كما قتل غودان منافسين أو معارضين له ولم يترك أحداً مؤهلاً لخلافته.