شنت طائرات النظام السوري أمس ما لا يقل عن 10 غارات جديدة علي حي جوبر شرق دمشق وسط محاولات للتقدم فيه، فيما سُجّل وقوع تظاهرات ضد «الدولة الإسلامية» في محافظة دير الزور بشرق سورية بعدما قُتل مدنيون في قصف من الطائرات الحكومية استهدف مقراً ل «الدولة» في منطقة سكنية. وأوضحت مصادر حقوقية أن «الدولة الإسلامية» ردت على التظاهرات المطالبة بخروجها من المناطق السكنية بتنفيذ أول عملية إعدام وصلب ضد مواطن من دير الزور اتهمته ب «الكفر والردة». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن «الدولة الإسلامية نفّذت أول عملية إعدام في بلدة العشارة في الريف الشرقي لدير الزور، بحق رجل، وذلك بإطلاق النار عليه في البلدة، ومن ثم قامت بصلبه بتهمة الكفر والردة». ونقل عن مصادر أهلية أن التنظيم «عمد إلى إعدام الرجل في البلدة كسياسة لإرهاب من يفكّر في معارضته ضمن مناطق سيطرته». وكان «المرصد» نشر أول من أمس أن مواطنين من العشارة احتجوا أمام أحد مقار تنظيم «الدولة» كان استهدفه الطيران الحربي ما أدى إلى مقتل سيدة وطفلين من أحفادها وأم وابنتيها وزوجة ابنها ورجل. وتابع أن المحتجين رشقوا المبنى بالحجارة، معترضين على تواجده في منطقة مأهولة بالمدنيين، وبالتالي تحويل هذه المنازل إلى أهداف للطيران الحربي. وأشار إلى أن عناصر التنظيم أطلقوا النار في البداية على المحتجين، قبل أن يضطروا إلى إخلاء مقرهم والتوجه إلى مقر آخر خارج البلدة. وأورد «المرصد» أن مشادة كلامية دارت بين المحتجين وعنصر من «الدولة الإسلامية» من الجنسية التونسية نتيجة رفض الأخير المشاركة في إسعاف جرحى القصف بالطيران الحربي على المقر أول من أمس. وزاد أن التونسي وجّه كلامه للأهالي قائلاً إن «هؤلاء كالحيوانات، يجب أن نطلق عليهم النار من الأرض والطيران من الجو». وتابع «المرصد» أن عناصر تنظيم «الدولة» عادوا إلى البلدة ليلاً ونفّذوا حملة اعتقالات في صفوف المواطنين. وقبل حادثة العشارة بدير الزور، أعلن «المرصد» أن 18 مقاتلاً أجنبياً من تنظيم «الدولة الإسلامية» من بينهم جهادي أميركي، قتلوا في غارة جوية سورية على بلدة قرب مدينة الرقة، المعقل الرئيسي للجماعة المتشددة في شرق سورية. ونقلت «رويترز» من عمّان عن «المرصد»، أن مصادر موثوقاً بها أفادت بأن من بين القتلى قياديين بارزين في التنظيم صودف وجودهم في مبنى وقت وقوع الغارة. ووفق «المرصد السوري» فإن المبنى كان يستخدم مقر قيادة للجماعة. وقال «المرصد» أيضاً إن غارة جوية أخرى يوم الخميس أصابت مقراً سابقاً للمخابرات في مدينة البوكمال قرب الحدود مع العراق يستخدمه تنظيم «الدولة» مقراً له، ما أسفر عن مقتل عدد غير محدد من أعضاء الجماعة. وأضاف أن الغارتين السوريتين مكنتا 13 معتقلاً لدى «الدولة» من الهرب أثناء الفوضى التي أحدثها القصف. ولا يمكن «رويترز» أن تتحقق بشكل مستقل من صحة التقارير الواردة من سورية بسبب الأوضاع الأمنية والقيود المفروضة على التغطية الإعلامية. ويشدد التنظيم قبضته على أجزاء واسعة من سورية التي يحتل تقريباً ثلث أراضيها وغالبيتها أراض زراعية في الشمال والشرق. وقال ناشطون إن الجيش السوري كثّف الضربات الجوية على المناطق الريفية التي يسيطر عليها المقاتلون في شمال غربي سورية خلال الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك ريف مدينة حماة، حيث تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على بعض نقاط التفتيش والبلدات. في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن قوات الجيش النظامي وسعت «نطاق سيطرتها في الغوطة الشرقية» في الساعات الماضية، ونقلت عن مصدر عسكري «أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة تتابع عملياتها على اتجاه زبدين حتيتة الجرش بريف دمشق وتوسع نطاق سيطرتها في الغوطة الشرقية وتقضي على أعداد من الإرهابيين»، وهو الوصف الذي تطلقه حكومة الرئيس بشار الأسد على المعارضة المسلحة. أما «المرصد»، فذكر في تقرير من محافظة ريف دمشق، أن «اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر اليوم (أمس) بين مقاتلين من الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من طرف آخر، بالقرب من بلدة حتيتة الجرش (الغوطة الشرقية) التي كان الأخير (حزب الله) تقدم فيها أمس وسط قصف عنيف بقذائف الهاون والدبابات والمدفعية». وفي محافظة دمشق، نفذ الطيران الحربي ما لا يقل عن 10 غارات منذ صباح أمس على مناطق في أطراف حي جوبر من جهة عين ترما، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، بالقرب من حي تشرين، وفق ما أفاد «المرصد». وفي ريف القنيطرة، أشارت «سانا» إلى «استهداف تجمعات الإرهابيين في مسحرة وتل مسحرة ورسم خميس ونقطة السبروكي بريف القنيطرة، والقضاء على أعداد منهم وإصابة آخرين»، لكن «المرصد السوري» لفت من جهته إلى أن «قوات النظام جددت قصفها لمناطق في ريف القنيطرة... فيما تستمر الاشتباكات بين مقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية، من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في القطاع الأوسط من ريف القنيطرة، بعد سيطرة مقاتلي النصرة والكتائب الإسلامية على تل مسحرة وسرية الخميسية في القطاع الأوسط». وتابع أن «الطيران المروحي قصف للمرة السابعة منذ صباح اليوم (أمس) تلة مسحرة، حيث ألقى أربعة براميل متفجرة على التلة التي سيطرت عليها جبهة النصرة والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة (أول من) أمس، كذلك سيطرت (المعارضة) على سرية الخميسية عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وأشار «المرصد» إلى أن عدد قتلى المعارضة في معارك القنيطرة «ارتفع إلى 21 على الأقل». وفي محافظة حلب، أعلن «المرصد» أن «12 مواطناً على الأقل بينهم طفل استشهدوا... جراء قصف للطيران المروحي ببرميلين متفجرين على كراج للسيارات المدنية عند دوار الحيدرية شرق حلب، كما قصفت قوات النظام مناطق في حيي الحيدرية ومساكن هنانو شرق حلب، أيضاً قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي ومناطق في قرية كفرناها بريف حلب الغربي». وأشار إلى أن «اشتباكات عنيفة دارت صباح اليوم (أمس) بين جبهة النصرة والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف وتنظيم الدولة الإسلامية من طرف آخر في محيط قرية حور كلس التي تسيطر عليها الكتائب وجبهة النصرة، وبالقرب من بلدة دوديان التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» بريف حلب الشمالي قرب الحدود التركية- السورية».