أثار حادث اختطاف المعارض الروسي ليونيد رازفوزجايف من أوكرانيا ونقله إلى سجن في موسكو، قلق حقوقيين هددوا باللجوء إلى المحاكم الدولية. وأعرب ناشطون روس عن مخاوف من توسيع «الحملة الأمنية» ضدهم. وكان مجهولون اختطفوا الجمعة، المعارض الروسي أثناء خروجه من مبنى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في العاصمة الأوكرانية، ونقلت وسائل إعلام روسية عن شهود أن أفراداً مجهولي الهوية كانوا يرتدون ملابس عسكرية اجبروا رازفوزجايف على ركوب سيارة على رغم محاولات حراس المفوضية التدخل لمساعدته. وأعاد الحادث الى الاذهان العمليات التي كان ينفذها جهاز الاستخبارات السوفياتي «كي جي بي» في الخارج. وظهر المعارض الروسي بعد يومين في موسكو، خلال جلسة خاصة عقدتها محكمة روسية الأحد، وقررت اعتقاله لمدة شهرين على ذمة التحقيق بتهمة «الاعداد لاضطرابات شاملة في البلاد». وبث موقع «لايف نيوز» الاخباري شريط فيديو يظهر فيه الموقوف خارجاً من مبنى المحكمة وهو يقول: «تعرضت للتعذيب على مدى يومين. انشروا الخبر!». وأثار الحادث استياء حقوقيين طالبوا بفتح تحقيق شامل لمعرفة الجهة التي اختطفت الرجل خصوصاً بعد تضارب المعطيات، إذ قالت مصادر أوكرانية أن المجموعة التي اعترضت الناشط تابعة لجهاز أمني أوكراني فيما تحدث آخرون عن قيام جهاز الاستخبارات الروسي بإرسال فرقة نفذت عملية الاعتقال ونقلت المعارض على متن طائرة خاصة إلى موسكو. وأعربت رئيس مكتب مفوضية اللاجئين في كييف الكسندرا ماكوفسكايا عن دهشتها للطريقة التي تم فيها احتجاز المعارض، وقالت إنه كان يقدم خلال زيارته المفوضية طلب لجوء، ما يرمي بشكوك على قانونية تسليمه إلى جهة أخرى ونقله إلى خارج البلاد. إلى ذلك قال محامو الدفاع عن الناشط إنهم يدرسون تفاصيل العملية وتعهدوا بتقديم شكوى أمام المحاكم الدولية، خصوصاً أن المعاهدات الدولية تحرم تسليم مطلوب قدم طلب اللجوء إلى بلد آخر. مخاوف المعارضة الروسية في غضون ذلك، توالت ردود الفعل على التطور في أوساط المعارضة الروسية التي حذرت من «اتساع نطاق الحملة الأمنية القوية التي تستهدف قطع رؤوس المعارضة» كما قال رئيس «الجبهة اليسارية» ادوارد ليمونوف. وأشار إلى أن اعتقال رازفوزجايف وحبسه تم من دون السماح لمحاميه بحضور جلسة المحكمة أو الاطلاع على الاجراءات المرافقة لعملية الاحتجاز. وكانت السلطات الروسية وجهت التهمة ذاتها إلى المعارضين البارزين سيرغي اودالتسوف وقسطنطين ليبيديف. واستندت أجهزة التحقيق الروسية عند توجيه الاتهام على شريط وثائقي التقطته كاميرات خفية بثته محطة «ان تي في» الروسية القريبة من الكرملين أخيراً، واتهمت فيه عدداً من الشخصيات المعارضة بتلقي أموال من نائب جورجي بهدف تنظيم اضطرابات شاملة في البلاد. وظهر رازفوزجايف في واحدة من لقطات الفيلم وهو يقول خلال جلسة خاصة أنه «لا بد من اطاحة هذه السلطة بأي طريقة». وحذر معارضون من حملة اعتقالات جديدة خلال الفترة المقبلة تشمل شخصيات أخرى ورد ذكرها في الشريط التلفزيوني.