استقر مزيج «برنت» فوق 110 دولارات للبرميل، إذ أثار قتال في بيروت وغزة مخاوف على أمن إمدادات الوقود من الشرق الأوسط، ما ساعد الخام على قطع موجة هبوط دامت أربع جلسات. وتأثرت أسواق النفط بالتوترات المحيطة بسورية، ما دعم الأسعار وسط مخاوف من انتشار العنف. وتبادل مسلحون إطلاق النار في الضواحي الجنوبيةلبيروت بعد انتهاء الجنازة الرسمية لمسؤول أمني بارز، في حين حاول مشيعون غاضبون اقتحام مقر الحكومة. وانخفض «برنت» أربعة في المئة الأسبوع الماضي بفعل الغموض المخيم على آفاق الاقتصاد العالمي. لكن العنف المتزايد في أنحاء من الشرق الأوسط الذي ينتج نحو ثلث إمدادات النفط العالمية، طغى على المخاوف من ضعف الطلب. وارتفع «برنت» في العقود الآجلة تسليم كانون الأول (ديسمبر) 30 سنتاً إلى 110.44 دولار للبرميل متعافياً من أدنى مستوى في الجلسة 109.47 دولار للبرميل وهو أدنى مستوياته منذ الرابع من الشهر الجاري. وزاد سعر الخام الأميركي الخفيف 50 سنتاً مسجلاً 90.55 دولار للبرميل، ومرتفعاً من أدنى مستوياته خلال اليوم عند 89.49 دولار. وقال المحلل لدى «كومرتس بنك» كارستن فريتش: «التوترات تزعزع استقرار المنطقة بأكملها، لذلك تؤثر في نقل النفط، خصوصاً من شمال العراق والذي ينقل عبر أنابيب تمر بمنطقة الأزمة.» صفقات من ناحية أخرى أعلنت «روسنفت» رسمياً أمس عن صفقة من شقين قيمتها نحو 55 بليون دولار تحصل بموجبها شركة النفط البريطانية «بي بي» على 19.75 في المئة من أسهم شركة الطاقة الروسية التي تسيطر عليها الدولة، وعلى مقعدين في مجلس الإدارة، ما يتيح أيضاً تخارج الشريك الآخر «أيه أيه آر» من شركة «تي أن كيه - بي بي». ويدمج الاتفاق المبرم مع «بي بي» حصة الأخيرة البالغة النصف في «تي ان كيه بي بي» في «روسنفت»، مقابل مبالغ نقدية وأسهم. وستحصل «ايه ايه آر» على 28 بليون دولار نقداً لكن الصفقتين مستقلتين الواحدة عن الأخرى وفق الشركة الروسية. ويسمح الاتفاق ل «بي بي» بإنهاء علاقة مضطربة مع «ايه ايه آر» وإقامة علاقة أوثق مع الكرملين الذي يحكم قبضته على صناعة النفط في البلد. السعودية وفي مشاريع الشركات أيضاً أعلنت «أرامكو السعودية» أنها ستوقّع في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل عقود المقاولات الرئيسة مع الشركات الفائزة، لتنفيذ مشروع مصفاة جازان والفرضة البحرية التابعة لها وتبلغ طاقتها التكريرية 400 ألف برميل يومياً. وأشارت في بيان أنها ستوقع العقود مع شركات «بتروفاك العربية السعودية» و«هيونداي العربية»، و«هانوا إنجينيرنغ آند كونستركشن كوربوريشن»، و«جي جي سي كوربوريشن» و«هيتاشي بلانت تكنولوجيز ليمتد» و «إس كي إنجينيرنغ آند كونستركشن» و«تكنيكاس روينداس». وأوضحت أن هذا المشروع، المقرر أن يكتمل في أواخر عام 2016 سيكون له دور حيوي في توفير الوقود وأنواع اللقيم الأخرى والطاقة الكهربائية. وستعمل مصفاة جازان والفرضة البحرية على معالجة وتكرير الزيت الخام العربي الثقيل والزيت الخام العربي المتوسط لإنتاج البنزين والديزل المنخفض الكبريت، إضافة إلى الباراكسيلين. وفي العراق، أعلنت حكومة إقليم كردستان أنها اتفقت على تصدير 250 ألف برميل يومياً من النفط عام 2013 إذا دفعت بغداد للشركات العاملة في الإقليم، وذلك في خطوة لتهدئة حدة الخلاف حول السيطرة على الخام في البلاد. وتم التوصل للاتفاق خلال زيارة وفد كردي إلى بغداد التقى خلالها مع وزراء من الحكومة المركزية لتسوية خلافات في شأن مسودة موازنة العراق للعام المقبل. ونشرت حكومة الإقليم على الصفحة العربية لموقعها على الإنترنت ان الجانبان «اتفقا على أن يصدر إقليم كردستان 250 ألف برميل نفط في اليوم بشرط أن تدفع الحكومة العراقية مستحقات الشركات النفطية في كردستان». في سياق متصل، أفادت مصادر في ميناء البصرة بأن صادرات النفط من حقول جنوب العراق مازالت متوقفة بسبب الطقس السيء، لكن تحسن الأحوال الجوية قد يسمح باستئناف الشحنات. وأشار مسؤول في الميناء الى «بوادر على تحسن الطقس... وإذا عادت الأوضاع لطبيعتها فسنستأنف الصادرات». وشرح مسؤولون أن صادرات الخام من حقول النفط الجنوبية عبر البصرة كانت 1.656 مليون برميل يومياً قبل توقفها الأحد.