في اعتراف بريطاني صريح من شأنه ان يغير الصورة النمطية عن المسلمين في نظر الأوروبيين والأميركيين، وزعت جائزة «الحمرا» قبل يومين على عدد من المبدعين المسلمين، وذلك في القاعة الكبرى لقصر «غروزفنر» في لندن، بحضور حشد من الساسة، تقدمهم ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ورئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير والكاردنيال كرمك مورفي، رئيس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في العالم. ونال الجائزة الكبرى الموسيقار العراقي أحمد مختار. واستمدت جائزة «الحمرا» للفنون اسمها من «قصر الحمراء» الشهير جنوبإسبانيا، والذي بني في القرن الرابع عشر ويُعدّ واحداً من أجمل الشواهد الفنية على الحضارة الإسلامية وإحدى التحف المعمارية في الحضارة الإنسانية والعالم. تأسست جائزة «الحمرا» برعاية الملكة البريطانية، تشجيعاً للمبدعين، وتشرف عليها مجموعة من الحكام والقضاة المستقلين في كل المجالات والاختصاصات، وهم حملة شهادات عليا ومبدعون في اختصاصاتهم. ترأست لجنة القضاة لعام 2009 سلمى يعقوب وأدار الجائزة رئيس تحرير صحيفة «ذا نيوز» أحمد جي فيرسي، الإعلامي والكاتب المعروف في الجالية الإسلامية في بريطانيا والتي يقدر عدد أفرادها بثلاثة ملايين مسلم. ومنحت خلال الاحتفال جوائز في مجالات إبداعية أخرى، منها جائزة التعليم لظافر شاه إقبال وجائزة ابن سينا لمحمد مجاهد علي وجائزة البيروني للعلاقات الاجتماعية والحوار لأكرم مالك وجائزة ابن بطوطة للإعلام لمهدي حسن وجائزة الهندسة والعلوم التقنية لمحمد غوماتي وجائزة الفكر الإسلامي للبروفسور محمد عبدالحليم. أما جائزة السيدة خديجة، أم المؤمنين، في إبداع المشاريع الخدمية فنالتها «المؤسسة الإسلامية لتطوير المشاريع الخدمية»، فيما نال محمد عمران جائزة المواطنة. وبعث رئيس الوزراء البريطاني الحالي غوردن بروان، الذي لم يستطع حضور الاحتفال، برسالة مصورة عرضت على شاشة كبيرة قال فيها، مهنئاً فيها المشاركين والفائزين، معتبراً ان الجائزة «أصبحت واحدة من أهم الجوائز في العالم». ومنحت الجائزة عن مجمل أعمال مختار الموسيقية التي مزج من خلالها بين الموروث والمعاصرة، وحاور غالبية الآلات الموسيقية الغربيةوالشرقية بعدما صدرت له خمس اسطوانات موسيقية من شركة «اي ار سي» وقدم أكثر من 200 أمسية في أربع قارات واشترك في 14 مهرجاناً دولياً. وساهم مختار في نشر الموسيقى العربية من خلال إعداد عازفين على العود ومدرسين للموسيقى الشرقية والعربية انتشروا في بريطانيا ودول أوروبية ويُدرس في مركز الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن. كما وضع موسيقى لمسرحيات مثل «حكاية جندي» و «بغداد سماء مفتوحة» وموسيقى تصويرية لأفلام «المعجزة» و «البغدادي» و «الطوفان». وقال مختار بعد تسلمه الجائزة: «أشكر المجتمع البريطاني الذي منحني الملاذ الآمن قبل 14 سنة، ولولا حصولي على حق اللجوء لكنت ربما من ضحايا الديكتاتورية والحروب والإرهاب». وإلى كل الموسيقيين الذين قضوا ضحايا للإرهاب والحروب وأهدي جائزتي إلى الشعب العراقي الذي يجتاز أصعب الظروف اليوم». وكان مختار حصل من اتحاد الموسيقيين البريطانيين على جائزة «أفضل عازف ومؤلف لعمل موسيقي غير غربي» في العام 1999. وفي عام 2001 اختير مع 16 موسيقياً من العالم لإصدار أسطوانة موسيقية لحساب الأممالمتحدة - المؤسسة الطبية للمتضررين من الحروب والإرهاب. وهو يعمل حالياً في «مركز الدراسات الشرقية» في لندن، واختير مشرفاً موسيقياً على مشروع الثقافة من اجل السلام في منظمة «يونسكو» والأممالمتحدة لعام 2008.