نسبت صحيفة أميركية إلى مسؤولين في مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف. بي. آي) أمس قولهم، إن محققيهم يتحرون في صلة شاب يعتزمون محاكمته بتهمة محاولة تفجير قنبلة في احتفال بولاية أوريغون، بسعودي يشتبهون بصلته بالإرهاب. وقالوا إن السعودي عمر سليمان العلي حاول مساعدة الشاب محمد محمود في الالتحاق ب«الجهاديين» في اليمن. وذكرت صحيفة «ذي أوريغونيا» على موقعها الإلكتروني أمس أن محمود تعرف إلى العلي أثناء دراسة الأخير علم الأحياء في جامعة ولاية بورتلاند العام 2008. وأضافت أن العلي محتجز حالياً خارج الولاياتالمتحدة. وكانت منظمة الشرطة الدولية (إنتربول) عممت في كانون الثاني (يناير) 2011 طلباً بالقبض على العلي باعتباره ضمن المطلوبين في قائمة ال(47)، بتهمة التورط في التعامل مع تنظيم «القاعدة». وورد اسمه بالرقم (32) في قائمة ال(47). وقال مسؤولو النيابة الأميركيون إن المتهم محمود كان يأمل بالتوجه إلى اليمن ل«الجهاد». بيد أن محامي محمود يقول إنه مجرد طالب بريء تم الزج به في جريمة خطّطها وموّلها ونسّقها مكتب التحقيقات الفيديرالي. وتوقعت الصحيفة أن تذكر مراراً أثناء محاكمة محمود في يناير المقبل علاقته بالسعودي العلي. وأشارت إلى أن العلي ولد في جدة، والتحق بكلية المجتمع شمال سياتل في 24 أيلول (سبتمبر) 2007، ثم انتقل إلى بورتلاند في العام 2008. وتشير تقارير ال«إف. بي.آي» إلى أن العلي انقطع عن الدراسة في صيف 2008، ولم يظهر له أثر إلى أن ظهر فجأة في اليمن في آب (أغسطس) 2009. وفي ذلك الشهر بلغ محمود عامه ال18، وبدأ يراسل صديقة العلي من خلال البريد الإلكتروني. وكتب محمود مقالاً في مجلة إلكترونية عن الجهاد مشجعاً قرّاءه على الاستعداد بدنياً للقيام بواجب الجهاد. وفي 31 أغسطس، أرسل العلي بالبريد الإلكتروني معلومات لمحمود عن جامعة الإيمان في صنعاء التي أسسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني، الذي صنفته الولاياتالمتحدة في عام 2004 إرهابياً عالمياً. وفي ذلك اليوم نفسه اتصل والد محمود، ويدعى عثمان بري، بعملاء لمكتب التحقيقات الفيديرالي، وأبلغهم بأن متشددين يحاولون تجنيد ابنه. وذكر لهم أنه لا يريد لابنه أن يتعرض لعملية «غسل دماغ». وأضافت الصحيفة أن العلي بعث برسالة أخرى لمحمود في 3 كانون الأول (ديسمبر) 2009، ذكر له فيها أنه أدى مناسك العمرة، وإذا كان محمود يرغب في أدائها، فإن شخصاً سيتصل به في شأن الإجراءات المطلوبة. وأخبره بأنه قد لا يستطيع استخدام الإنترنت لبعض الوقت. ويقول عملاء «إف. بي. آي» إن العلي زعم أنه بعث تلك الرسالة لمحمود من مكةالمكرمة، لكنهم اكتشفوا أنه أرسلها من مكان في شمال غربي باكستان يبعد نحو ألفي ميل من مكةالمكرمة. ورد محمود على الرسالة بعد يومين برسالة أبدى فيها حرصه على الذهاب إلى مكة. وجاءه رد العلي في 12 ديسمبر 2009 متضمناً عنواناً بريدياً وكلمة سر للاتصال بشخص سماه «عبدالله»، وعندما حاول محمود الاتصال بذلك الشخص اعترض ال«إف. بي. آي» رسالته وبدأ مراقبته، حتى تم اعتقاله في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، بتهمة محاولة تفجير عبوة ناسفة في بورتلاند.