تعتزم الحكومة المصرية إرسال وفد اقتصادي إلى سيول لدرس سبل تعزيز التعاون في قطاعات شتى، من بينها الطاقة النووية، وتسعى إلى عقد اتفاقات لتنفيذ خمسة مشاريع عملاقة وتجهيز قائمة بالمشاريع التي ستتبناها الحكومة المصرية، خصوصاً أن هناك فرصاً للتعاون مع كوريا الجنوبية في مجالات الطاقة المتجددة والمحطات النووية، إلى جانب زيادة مساهمة كوريا الجنوبية في مشاريع الغاز المصرية وتدوير المخلفات. وتسعى مصر إلى تنشيط التجارة والاستثمار مع الجانب الكوري الجنوبي، إذ قررت شركة «سامسونغ» إنشاء مركز في مصر للتطوير والبحوث للمرة الأولى خارج كوريا الجنوبية، وذلك باستثمارات تتجاوز 300 مليون دولار. واختارت مصر لهذا المركز لأنها من الأسواق الكبرى، وفق ما أعلنه مسؤولون كوريون جنوبيون. وتبدأ وزارة السياحة المصرية إعادة تنشيط السياحة بين البلدين. وكان نحو 76 ألف سائح كوري جنوبي يزورون مصر سنوياً قبل ثورة 25 يناير، وهو عدد كبير مقارنة بسكان كوريا الجنوبية ال 49 مليوناً. وتنوي الحكومة المصرية استئناف رحلات الطيران المباشرة بين البلدين. ويذكر أن حجم التبادل التجاري بين مصر وكوريا الجنوبية يتجاوز 3 بلايين دولار سنوياً، لكن الميزان التجاري يميل كثيراً لمصلحة سيول، في وقت ما زالت فيه صادرات مصر إلى كوريا الجنوبية قليلة، ويمثل النفط نسبة 95 في المئة منها. ويقدر حجم الاستثمارات الكورية الجنوبية في مصر بنحو بليون دولار، في حين ان الاستثمارات المصرية في كوريا الجنوبية شبه منعدمة، لأن الاستثمار في السوق الكورية الجنوبية يتطلب رؤوس أموال ضخمة وإمكانات وتكنولوجيا عالية. مجلس الأعمال وعقدت أخيراً في القاهرة اجتماعات مجلس الأعمال المصري-الكوري الجنوبي للبحث في فرص الاستثمار وتطوير الأعمال، في حضور ممثلين ل 20 شركة كورية جنوبية، إضافة إلى مندوبين عن مراكز بحوث عالمية. وعرضت خلال الاجتماعات الرؤية الاقتصادية لمصر، والمشاريع المتعددة في موارد الطاقة الجديدة والمتجددة، وتطوير قناة السويس ومشاريع النقل وتوليد الكهرباء من الطاقة النووية ومشاريع الإسكان ومياه الشرب وتنمية سيناء، ومساعي القاهرة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في تلك المشاريع. ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى أعلى مستوى له في السنوات العشر الماضية إذ سجل 3.2 بليون دولار عام 2010، قبل أن يتراجع إلى 2.4 بليون دولار العام الماضي. وتتركز الصادرات المصرية إلى كوريا الجنوبية في مشتقات النفط والغاز، في حين سجلت الصادرات غير النفطية انخفاضاً كبيراً. وتستورد مصر من كوريا الجنوبية سيارات بقيمة 400 مليون دولار سنوياً، و144 مليوناً من قطع غيار سيارات و40 مليوناً من المحولات الكهربائية. يذكر أن لدى كوريا الجنوبية 21 محطة طاقة نووية، تؤمن نحو 31 في المئة من استهلاكها من الكهرباء، وسيرتفع هذا الرقم إلى 60 في المئة بحلول 2035، مع تشغيل المفاعلات النووية التي هي قيد الإنشاء حالياً. وتعكف كوريا الجنوبية على تشييد سبع محطات للطاقة النووية في الداخل وأربع محطات في الخارج (الإمارات)، تقدر كلفتها الإجمالية بنحو 20 بليون دولار.