ما إن وطأَتْ أقدامُهم الأرضَ الحرامَ، بعد أن قطعوا آلافَ الأميالِ، حِين استطاعوا إليه سبيلاً، حتى اطمأنَتْ قلوبُهم، وغمرتُهم سكينةُ الفوزِ، وقرّتْ أعينُهم بالوصولِ إلى حلمِهم الكبير، ليسلّموا أجفانَهم للنعاسِ وأجسادَهم للراحةِ بعد مشقةِ سفرٍ وطول مسافة. إنه نومٌ المطمئنِ الذي تخالجُه السعادةُ، ويؤنسُه الرضا، فلا طقسَ يضايقُهم ولا ضيقَ المكان. لكنه ليس نومَ الباحثين عن راحةِ، وإنما «قيلولةٌ» تُعينُهم على الاستمرارِ في استغلالِ كلِّ لحظةٍ في العبادةِ والابتهالِ إلى ربِّ العبادِ، فالسُويعات هذه لا تتكررُ سوى مرةٍ واحدةٍ، مهما امتدَّ العمرُ... إذاً لا وقتَ للنومِ في حضرةِ لذةِ العبادةِ والتبتل لربِّ العالمينَ.