بدأ حوالى 200 خبير اجتماعاً في جنيف يستمر يومين، لعرض العلاجات التجريبية المتوافرة لمكافحة فيروس «إيبولا» الذي يتابع تفشيه في غرب أفريقيا مهدداً اكثر من 20 الف شخص. وأعلنت منظمة الصحة العالمية التي دعت الى الاجتماع، ان الخبراء الذين يعقدون اجتماعاً مغلقاً، سيحلّلون «إمكانات انتاج هذه العلاجات واستخدامها». وأضافت: «يعمل الخبراء في مجال التدخل لمكافحة إيبولا، ويسعى اشخاص لوقف المرض، ومعهم مقرّرون على الصعيد السياسي أتوا من بلدان متضررة ومتخصصون في الاخلاقيات وأطباء وباحثون وممثلون عن المرضى». وأشارت الى ان الاجتماع هدفه «اطلاع السلطات الوطنية على وضع المنتجات التي يمكن استخدامها وتشجيع الاتصالات بين البلدان المتضررة والشركات»، لافتة الى أن «تفشي إيبولا في غرب افريقيا يُعتبر سابقة من حيث حجمه وتعقيده والكلفة على الأنظمة الصحية». وأعلنت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت شان وفاة أكثر من 1900 شخص بالفيروس، من أصل 3500 مصاب. وأضافت: «في البلدان الثلاثة حيث انتشار إيبولا هو الأوسع نطاقاً (غينيا وليبيريا وسيراليون)، تريد المنظمة الدولية قلب اتجاه العدوى في الاشهر الثلاثة» المقبلة. وتابعت: «مع رد دولي منسق وتعبئة اموال ووصول خبراء تقنيين، نأمل بوقف أي انتقال خلال ستة الى تسعة اشهر». وبالنسبة الى السنغال وجمهورية الكونغو الديموقراطية حيث رُصدت اصابات معزولة بالفيروس، قالت شان: «نريد وقف هذا الانتقال المعزول خلال ثمانية اسابيع». وكان خبراء اجتمعوا بدعوة من المنظمة في آب (أغسطس) الماضي، خلصوا الى انه في الظروف الخاصة لتفشي هذا الوباء وشرط توافر بعض الشروط، من الملائم على الصعيد الاخلاقي تقديم اقتراحات في شأن هذه العلاجات التي لم تُستخدم بعد، باعتبارها علاجات وقائية محتملة من العدوى. ويتسارع الوباء فيما نفدت مخزونات امصال «زاد ماب» التي يصعب انتاج كميات ضخمة منها. في غضون ذلك، أعلنت شركة «جونسون آند جونسون» ان اختبارات سريرية على مصل تجريبي جديد لإيبولا يتضمن تكنولوجيا من انتاج شركة «بافاريان نورديك» الدنماركية للتكنولوجيا الحيوية، ستبدأ مطلع عام 2015. ولم يكن ذلك متوقعاً قبل أواخر 2015 أو مطلع 2016. وهدف «جونسون آند جونسون» على المدى الطويل هو تطوير مصل ضد سلالتَي زائير والسودان لإيبولا، اضافة الى حالة مرتبطة بها تُسمى فيروس «ماربورغ». لكنها قررت تسريع البرنامج بسبب تفشي «إيبولا» في غرب أفريقيا. وجاءت هذه الخطوة بعدما تقرر بدء تجربة مصل من انتاج شركة «غلاكسو سميثكلاين»، أبرز شركة أدوية في بريطانيا، على البشر هذا الشهر. وتعتزم الشركة تخزين عشرة آلاف جرعة لاستخدامها في حال الطوارئ، اذا جاءت الاختبارات ايجابية. الى ذلك، أعلن الدكتور ديفيد نابارو، وهو منسق بارز في الأممالمتحدة مكلف تنسيق الجهود لاحتواء «إيبولا»، أن تزويد بلدان غرب أفريقيا بما تحتاجه من إمدادات من أجل السيطرة على الفيروس، سيكلّف نحو 600 مليون دولار.