أعلن رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي الناقد الأمير أباظة أن الدورة الثلاثين للمهرجان التي ستقام من 10 – 16 أيلول (سبتمبر) الجاري، ستكون مهداة إلى الفنان نور الشريف، ما يعني أنها المرة الأولى التي تحمل فيها دورة للمهرجان اسم فنان لا يزال على قيد الحياة وفي أوج عطائه الفني والإنسانيّ. ومن ناحية ثانية بات مؤكداً وفق أباظة أن فرنسا ستكون ضيف شرف المهرجان الذي يشارك 18 فيلماً من 13 دولة في مسابقته للأفلام العربية القصيرة والتسجيلية، والدول المشاركة هي الإمارات ومصر وفلسطين وسورية ولبنان والعراق والأردن والسعودية والمغرب وسلطنة عمان والبحرين والجزائر والسودان. أما مسابقة الأفلام القصيرة والتسجيلية فستشهد مشاركة كل من سورية وفلسطين ولبنان وتونس وتركيا وكرواتيا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وصربيا ومونتينغرو ومالطا والمغرب وألبانيا وفرنسا والجزائر ومصر بحوالى 20 فيلماً، إلى جانب 35 فيلماً في مسابقة الفيلم السكندري القصير. وإلى هذا سيتم تكريم كل من المخرج داوود عبد السيد والفنانة نادية الجندي والمطرب محمد منير والمخرج الطيب الوحيشي من تونس ووزيرة الثقافة الجزائرية المخرجة نادية شرابة والمخرج محمد ملص من سورية. كما أشار أباظة إلى أن المهرجان في دورته الحالية يقام تحت شعار «السينما وطن» بمشاركة 27 دولة عربية وأجنبية، مشيراً إلى أن الدورة ال30 ستشهد احتفالية خاصة بمرور 125 سنة على ميلاد الفنان العالمي تشارلي تشابلن، ومرور 100 عام على إنتاج فيلمه «المتشرد»، ما سيكون مناسبة طيبة لعرض هذا الفيلم بين أشهر ثلاثة أفلام لتشابلن، وهي «المتشرد» و «الديكتاتور العظيم» و «العصور الحديثة». ولفت رئيس مهرجان الإسكندرية أخيراً إلى أن الاحتفالية التي ستقام في رعاية هيئة تنشيط السياحة، ستعرض فيلماً طريفاً عنوانه «تشابلن المصري» حققه المخرج حمدي متولي، ويتضمن لقطات لفنانين قدموا شخصية الفنان العالمي الأشهر في أعمال مصرية، ومنهم أنور وجدي ونور الشريف وممدوح عبدالعليم وشكوكو وإسماعيل ياسين وشادية. بقي أن نذكر أن هذا المهرجان الإسكندراني، إنما يأتي افتتاحه كباكورة نشاطات سينمائية ثقافية ستتكاثر بالتدريج خلال الفترة المقبلة مسجلة بقوة عودة ما إلى الحياة الفنية والثقافية في مصر بعد حقبة من التذبذبات السياسية والأمنية التي كادت خلال الأعوام الثلاثة الفائتة تطيح هذا الجزء المهم من الحياة الإبداعية في مصر. علماً أن هذا النشاط الذي يبدأ من الإسكندرية، يُتوقع له أن يصل إلى ذروته بعد شهرين ونيّف من الآن حين تنعقد الدورة الجديدة لمهرجان القاهرة السينمائي التي من المتوقع لها أن تكون نوعاً من الاستعادة لبريق هذا المهرجان الذي عانى الكثير، ليس فقط خلال سنوات الاضطراب القليلة الفائتة التي كادت توصله إلى الحضيض، ولكن بالتأكيد منذ رحيل سعد الدين وهبة الذي أشار إلى غروب العصر الذهبي للمهرجانات السينمائية في مصر في ذلك الحين.