عانى سكان منطقة القصيم في مدينة بريدة ومحافظات ومراكز وهجر المنطقة هذا العام من الانقطاع المتكرر والمستمر للتيار الكهربائي. ولا أبالغ إن قلت إنه لا يكاد يمر يوم من دون حدوث انقطاع للكهرباء، الأمر الذي تسبب في استياء وتذمر المواطنين، خصوصاً من لديهم مرضى وأطفال يحتاجون إلى الخدمة الكهربائية بشكل مستمر. حقيقة لا أعلم سبباً مقنعاً يحول دون تطوير شركة الكهرباء لخدماتها، فالموازنة ضخمة والدعم كبير، والأرباح من المفترض أنها تغطي النفقات وحقوق المساهمين وتزيد أيضاً.إن المعاناة جداً كبيرة ولا يشعر بها إلا من ذاق طعمها المر العلقم! فمن غير المنطقي ان يستمر مسلسل الانقطاعات كل هذه المدة! لماذا لم يتم أخذ الاحتياطات المسبقة؟ وأين تلك الآلاف من ملايين الريالات التي يدفعها المواطنون ثمناً للفواتير الباهظة التي تفرضها الشركة السعودية للكهرباء؟ هل ينقطع التيار الكهربائي عن المسؤولين الكبار في الشركة؟ هل ذاقوا معاناة المواطنين في منطقة القصيم؟ إن درجة الحرارة في المنطقة تقارب ظهراً ال50 درجة، ولكم ان تتخيلوا الوضع عند انقطاع الكهرباء في هذا الطقس الملتهب، ومدى ما يعانيه كبار السن وكذلك الأطفال والطلاب والطالبات، الذين كانوا يستذكرون دروسهم استعداداً لأداء الاختبارات النهائية، خصوصاً طلاب التوجيهي الذين يتوقف مستقبلهم في الحياة بعد قدرة الله على مدى مذاكرتهم وارتياحهم النفسي والجسدي.تخيلوا فقط منازل يوجد فيها مريض أو أكثر يحتاجون بصفة دائمة إلى استخدام الأجهزة الطبية! بل تخيلوا الحركة الاقتصادية التي تصاب بالشلل، بسبب سوء خدمات هذه الشركة. لقد أدى انقطاع الكهرباء إلى تعطل إشارات المرور، والتسبب في حوادث مرورية، فضلاً عن إرباك حركة السير، ناهيك عن تعطل الكثير من الأجهزة الكهربائية والغطاسات والمكيفات، فهل تتحمل الشركة مبالغ ما تعطل بسببها؟ لا أنتظر من المسؤولين في الشركة تبريراً أو تفاعلاً مع هذه السطور، ولا أخفي أنني يائس من قدرتهم على تقديم خدمات أفضل للمشتركين، ولكننا نأمل من المسؤولين في الإدارات الحكومية ذات الصلة العمل بشكل سريع على إيقاف هذا المسلسل الممل، الذي طال أمده ووقف معاناة المواطنين والمقيمين، سواء أكانوا في منطقة القصيم أو في بقية مناطق بلادنا الحبيبة.