أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن زيارة الرعايا القطريين للبنان قيد البحث، لافتاً الى أن هذا الموضوع (قرار عدم سفر القطريين الى لبنان) «لا يقصد به لبنان ولكن ظروفاً محددة بسبب الوضع الحالي»، مشيراً الى التقدم الذي حصل في لبنان في هذا الخصوص. جاء كلام حمد بن جاسم أثناء مؤتمر صحافي مشترك عقده في الدوحة مع نظيره اللبناني نجيب ميقاتي الذي زار قطر أمس على رأس وفد وزاري، واجتمع مع أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وفيما طمأن ميقاتي اللبنانيين المقيمين في قطر الى حرص أمير قطر على بقائهم وتوافر كل سبل الراحة والاستقرار لهم، نقل مكتبه الإعلامي عن الشيخ حمد بن خليفة تأكيده أن «لا مشكلة بين لبنان وقطر بل حرص على أفضل العلاقات بين البلدين وعلى تطويرها في المجالات كافة». وقال رئيس الوزراء القطري إن من المهم أن يكون هناك دعم للبنان في هذا الظرف وإن بلاده «مستعدة للتجاوب مع أي اقتراحات لحلحلة الأوضاع الاقتصادية والسياسية في لبنان... ولدينا التزام أدبي تجاه لبنان قبل اتفاق الدوحة وأكثر بعده». وأوضح أن «البحث تناول نقاطاً عدة منها الاستثمارات المشتركة، وأكد أن قطر جاهزة لأي مشاريع ذات جدوى اقتصادية في لبنان». أما ميقاتي فقال إنه «لمس رغبة قطرية في الاستثمار في لبنان وأنه شرح لأمير قطر سياسة النأي بالنفس التي تتبعها حكومته ولا تعني النأي بالنفس عن المواضيع الإنسانية تجاه الشعب السوري»، مؤكداً أن «لبنان يقوم بواجبه كاملاً في ما يتعلق بالنازحين السوريين». وأشار الى أنه تحدث «بما نريده من مساعدات في ما يتعلق بالمستلزمات الإنسانية ووجدت لدى الحكومة القطرية كل الاستعداد للمساعدة». وفي بيروت، أعلن وزير الداخلية مروان شربل أن هناك عناصر أمنيين (في قوى الأمن) متواطئون مع السجناء الفارين من سجن رومية. والثلاثة الفارون «سيعودون الى السجن مع العناصر الذين سهلوا مهمتهم وسيكونون معاً فيه». وكشف أن السجناء الثلاثة «فروا بتزوير بطاقات شخصية بالتواطؤ»، مؤكدا «ان الحساب سيكون كبيراً هذه المرة». وأدى التحقيق الجاري في القضية الى إحالة 11 عنصراً في قوى الأمن وضابطين الى النيابة العامة العسكرية، بعد أن كانوا أوقفوا السبت والأحد الماضيين. وأمس أوقف المحقق 3 مراقبين مدنيين بتهمة التواطؤ مع الفارين وادعى على أحد الأطباء من دون توقيفه بتهمة التقصير. وتحدثت مصادر قضائية عن وجود تزوير في السجلات عن السجناء الثلاثة الفارين الذين كانت أسماؤهم تذكر فيها، بينما هم كانوا فروا من السجن. الى ذلك، استمرت قضية طائرة الاستطلاع المتطورة «أيوب» التي أعلن الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله أن الحزب أطلقها في أجواء فلسطينالمحتلة وأسقطتها إسرائيل، في التفاعل على الصعيد الداخلي. وقالت مصادر رسمية ل «الحياة إن ميقاتي أبلغ رئيس الجمهورية ميشال سليمان أنه سيتخذ موقفاً شبيهاً بالموقف الذي اتخذه حين اعتبر أن «عملية الطائرة تثبت الحاجة الى استراتيجية دفاعية تنظم الإفادة من قدرات المقاومة للدفاع عن لبنان ووضع آلية لإصدار القرار بما يتلاءم مع خط الجيش واحتياجاته والمصلحة الوطنية حصراً». وكانت مصادر وزارية توقفت عند موقف وزير الخارجية عدنان منصور أول من أمس بأن لبنان سيتحمل عملية الطائرة، باعتباره مناقضاً لموقف الرئيس سليمان. وأعلن المكتب السياسي لحزب الكتائب بعد اجتماعه مساء أمس رفضه «تعريض لبنان لمغامرة جديدة في لحظة داخلية وإقليمية ودولية في غاية الدقة» ودعا الحكومة الى اتخاذ موقف جريء من تبني «حزب الله» إرسال الطائرة الى الأجواء الإسرائيلية. واعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بعد ترؤسه اجتماعاً لتكتل نواب «القوات»، إن إرسال الطائرة لا علاقة له بأي من الشعارات التي يسوقها «حزب الله» وينطوي على رسالة إيرانية مباشرة الى إسرائيل والدول الغربية. وفي نيويورك، حذرت الأممالمتحدة والدول الغربية وإسرائيل من تبعات اختراق «حزب الله» بطائرة من دون طيار الأجواء الإسرائيلية. واعتبر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان أن «الأمر يشكل تطوراً خطيراً»، مشيراً الى إعلان وزير الخارجية اللبناني «تحمل لبنان مسؤولية أعمال حزب الله لأن لبنان في حالة مواجهة مع إسرائيل». ودعا «حزب الله» الى احترام سياسة النأي بالنفس التي «أعلنتها الحكومة التي هو جزء منها». وقالت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس، في جلسة لمجلس الأمن عن الوضع في الشرق الأوسط، إن على المجتمع الدولي أن «يواجه إرهاب حزب الله الذي أصبح جزءاً من آلة القتل التي يستخدمها الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه». وأضافت أن «دعم حزب الله الفاعل والمتنامي لحرب الأسد تجعل ادعاء حسن نصرالله بالدفاع عن مصالح لبنان الوطنية ليس أكثر من خداع». وقالت إن «قائد الحزب يحاول تغيير الموضوع من خلال التصعيد الخطابي حول ما يسميه مقاومة ولكن الحقيقة الآن هي أن مقاتلي نصرالله هم جزء من آلة الأسد للقتل وقادة الحزب يواصلون من خلال العمل مع إيران دعم ديكتاتور خطير ويائس». ودعت رايس المجمتع الدولي الى «مواجهة نشاطات حزب الله الإرهابية والعمل أكثر على فضح تورطه في حرب الأسد»، موجهة التحية الى الحكومة والجيش اللبنانيين اللذين يعملان على «الحفاظ على النظام» مؤكدة التزام الولاياتالمتحدة «لبنان سيداً مستقراً».