تجدد التراشق الاعلامي بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان، وأعلن رئيس الجمهوريه جلال طالباني استياءه من تصريحات قيادي في «ائتلاف دولة القانون»، بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي وصف رئيس الإقليم مسعود بارزاني بأنه «خطر على العراق»، واعتبر تلك التصريحات «دعوة الى الحرب». وجاء في بيان لطالباني أمس: «في الوقت الذي ينهمك رئيس الجمهورية بتهيئة الأجواء الودية لتطبيع العلاقات وتهدئتها بين القوى السياسية العراقية تمهيداَ لإجراء الحوارات الثنائية والثلاثية والجماعية من أجل حل الأزمة الراهنة في العراق. وفي الوقت الذي قطعت جهود الرئيس خطوات إلى الأمام، يطل علينا النائب ياسين مجيد بتصريحات استفزازية خطيرة تُشم منها رائحة الدعوة إلى الحرب ضد الرئيس مسعود البارزاني، الذي ينشغل الآن بتأليف وفد كردي واسع لاستئناف الحوار مع التحالف الوطني وكذلك القوى الأخرى، من أجل حل الأزمة العراقية بالأساليب الدستورية، ووفق الاتفاقات السابقة الموقعة من الجميع». وأشار البيان إلى ان «الرئيس لا يسعه إلا أن يعرب عن استهجانه لمثل هذه التصريحات الطائشة المخالفة لروح الوحدة الوطنية والمعرقلة للمساعي والجهود المبذولة لحل المشاكل العالقة التي يعاني منها الشعب والوطن، ويطالب التحالف الوطني العراقي بوضع حد نهائي لها، وإجبار أعضائه على احترام مستلزمات الحوار الوطني». وكان النائب ياسين مجيد هاجم خلال مؤتمر صحافي في مبنى البرلمان اول من امس بارزاني وقال إنه «خطر حقيقي على اقتصاد العراق وأمنه القومي، ويريد أن يكون هناك دور سياسي لأربيل على حساب بغداد وتكون قوات البيشمركة بديلة للجيش العراقي، وبعض القوائم السياسية وبخاصة العراقية تسير خلفه». إلى ذلك، عقدت كتلة «التحالف الكردستاني» في البرلمان امس مؤتمراً صحافياً وقال النائب فرهاد الاتروشي، وهو قيادي في الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني ان «اتهامات النائب ياسين مجيد لبارزاني بأنه اصبح خطراً على الأمن القومي العراقي لكونه يعارض سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي وكل من يريد بناء نظام مركزي وديكتاتورية استبدادية ومعارضته لإنشاء جيش تعداده يصل الى مليوني جندي اصبح ولاؤه لحزب معين وليس للعراق». وأضاف ان «اتهامات النائب مجيد بأن رئيس اقليم كردستان اصبح خطراً على الاقتصاد العراقي صحيحة وذلك لوقوفه في وجه سارقي المال العام من الذين فشلوا في توفير ابسط متطلبات الشعب العراقي من الخدمات ومنها الكهرباء التي صرف عليها عشرات مليارات الدولارات من دون ان تحقق سوى ساعات قليلة، في حين تم توفيرها ولما يفوق اكثر من عشرين ساعة يومياً في عموم مناطق كردستان ومن طريق أحد المستثمرين الاكراد وبمبلغ لم يتعد الملياري دولار». ووصف الاتروشي تصريحات مجيد بأنها «لتغطية الفشل والعجز الحكومي في جوانب عدة ومنها مكافحة الارهاب وغيرها ومحاولة القاء اللوم على الآخرين». وكانت كتلة «التحالف الكردستاني» انتقدت اخيراً صفقات السلاح التي أبرمها المالكي مع كل من روسيا وتشيخيا الاسبوع الماضي وشملت عقود تسلح بقيمة خمسة بلايين دولار تضم شراء طائرات حربية قتالية. الى ذلك، فشل البرلمان امس في التصويت على مشروعي قانوني المحكمة الاتحادية والعفو العام وأرجأ التصويت على قرار اختيار فلاح شنشل رئيساً لهيئة المساءلة والعدالة. وأوضح بيان للرئاسة ان «المجلس صوّت على مشروع قانون تصديق اتفاق التعاون القانوني والقضائي في المسائل الجزائية بين العراق وإيران والتصويت على قانون تصديق معاهدة حظر واستخدام وتطوير ونقل الذخائر العنقودية لعام 2008».