منحت جائزة «نوبل» للاقتصاد هذه السنة للأميركيين ألفن روث ولويد شابلي عن بحوثهما حول الأسواق والطريقة الأفضل للتوفيق بين العرض والطلب مع تطبيقات تشمل وهب الأعضاء والتعليم. ولفتت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم إلى أن «الجائزة تكافئ هذه السنة مسألة اقتصادية أساس وهي كيفية الجمع بين عوامل مختلفة بأفضل طريقة ممكنة». ولويد شابلي (89 عاماً) من جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس رائد في نظرية الألعاب التي تدرس حسابياً الطريقة التي يتخذ فيها اللاعبون قرارات إستراتيجية لخدمة مصالحهم الخاصة واستباق ردود فعل الآخرين، ولكن من دون التمكن من الوصول إلى ذلك دائماً. ونظراً إلى سنّه، كان شابلي يُعتبر أحد المرشحين لنيل جائزة نوبل الذين قد يدخلون طور النسيان على رغم أن حقل أبحاثه ليس الأكثر شعبية لدى الباحثين في العلوم الاقتصادية. ولفتت الأكاديمية إلى أنه «استخدم ما يعرف باسم نظرية الألعاب التعاونية لدرس ومقارنة مختلف الوسائل الهادفة إلى مطابقة العرض والطلب، وانطلق من نموذج الزيجات وقدم جدولاً حسابياً يتيح نظرياً اختيار أفضل شريك لكل عازب في مجموعة معينة». وعملياً، احد هذه التطبيقات هو تخصيص أطباء جدد للمستشفيات وطلاب في مدارس وأعضاء بشرية لواهبين لزرعها لدى متلقين». وأضافت الأكاديمية أن «لويد شابلي اثبت كيف أن المفهوم المحدد لطريقة ما، يفترض أن توفق بين العرض والطلب، يمكن أن يفيد منهجياً طرفاً أو آخر في السوق». وبعد هذه الاكتشافات النظرية، انتقل ألفن روث إلى تطبيقات عملية، وهو الأستاذ في جامعة «هارفرد» البالغ من العمر 60 عاماً وأقر بأن النتائج النظرية لشابلي يمكنها أن توضح الوظيفة العملية لأسواق كبرى». وبالنسبة الى التطبيق المتعلق بوهب الأعضاء، استخدم الطريقة الحسابية التي أعدّها شابلي وخبير أميركي اقتصادي آخر متوفى، متخصص أيضاً بالرياضيات هو ديفيد غايل، مرفقة بتعديلات تأخذ في الاعتبار الظروف المحددة والقيود الأخلاقية. وثبتت الهيمنة الأميركية على هذه الجائزة مع فوز 17 أميركياً بها، بينهم إسرائيليان - أميركيان، من أصل الفائزين ال20 خلال السنين العشر الماضية. وهذه الجائزة واسمها الرسمي «جائزة بنك السويد للعلوم الاقتصادية في ذكرى ألفرد نوبل» ستسلم في 10 كانون الأول (ديسمبر) المقبل في ستوكهولم وقيمتها ثمانية بلايين كورون سويدي (1.2 مليون دولار). وبذلك يُختتم موسم جوائز نوبل هذه السنة مع منح جائزة الطب إلى بريطاني وياباني، والفيزياء إلى فرنسي وأميركي، والكيمياء إلى أميركيين والآداب إلى صيني والسلام إلى الاتحاد الأوروبي.