مع دخول إسرائيل أجواء الانتخابات العامة بعد تحديد موعدها في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل، صعدت الحكومة الإسرائيلية عدوانها ضد قطاع غزة، وتحديداً ضد السلفيين في القطاع، فشنت 3 غارات محددة الأهداف أسفرت عن مقتل أحد أبرز القادة السلفيين في غزة و4 فلسطينيين آخرين مساء السبت وفجر امس. وأفادت مصادر فلسطينية بأن هشام السعيدني المعروف باسمه الحركي «أبو الوليد المقدسي»، قتل مع مقاتل سلفي آخر يدعى فائق أبو جزر (42 سنة) في غارة إسرائيلية أولى على مخيم جباليا شمال قطاع غزة مساء السبت. وأوضحت مصادر طبية محلية أن السعيدني، وهو فلسطيني اردني، وأبو جزر كانا على متن دراجة نارية. وقالت إن السعيدني قائد جماعة «التوحيد والجهاد» السلفية «وصل إلى مستشفى الشفاء في غزة في حال حرجة اثر إصابته مباشرة بشظايا صاروخ إسرائيلي». وأضافت انه «استشهد بعد نحو ساعتين، إذ لم تتم السيطرة على النزيف في أنحاء جسمه»، مؤكدة انه «تم التعرف عليه من بعض الأشخاص، خصوصاً أن وجهه كان واضح الملامح». وأسفرت الغارة عن جرح شخصين آخرين، احدهما طفل في الثانية عشرة من العمر. وبعد ساعات، قتل فلسطيني وجرح آخر في غارة ثانية قرب خان يونس جنوب قطاع غزة. وقال مصدر طبي إن الفلسطيني «ياسر محمد العتال (23 سنة) قتل وأصيب آخر في جروح خطره في غارة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية» أيضاً. وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة «حماس» طاهر النونو: «ندين هذه الجرائم الصهيونية ونستنكرها، ونعتبر أن هناك محاولة من قيادة العدو الصهيوني للهروب إلى أمام وتنفيس بعض الإشكاليات الداخلية المتعلقة بالانتخابات لدى الاحتلال وقضية تقديم الانتخابات المبكرة، كل هذا يبدو أن هناك تنافساً على الدم الفلسطيني، لذلك نؤكد أن شعبنا الفلسطيني لن يكون مسرحاً لهذا التنافس، ولن نسمح للاحتلال بأن يجعل شعبنا بهذه الصفة». وأضاف: «ندعو الجهات المعنية إلى التدخل لوقف الاحتلال الصهيوني عن جرائمه، ونحذر من تداعيات هذه الجرائم على مجمل الأوضاع في المنطقة». وأكد «أن التصعيد الإسرائيلي الأخير جزء من الدعاية الصهيونية الانتخابية في انتخاباتهم». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في اجتماع الحكومة صباح امس إن ناشطي «الجهاد العالمي» يكثفون جهودهم لمهاجمة الإسرائيليين، مضيفاً أن «تنظيمات الجهاد العالمي تكثف جهودها للاعتداء علينا، ونحن بدورنا سنواصل العمل ضدها بكل حزم وصرامة، إما من خلال القيام بردود فعل أو القيام بعمليات وقائية تهدف إلى إحباط مخططاتها». وقصف الطيران الإسرائيلي أيضاً مساء السبت معسكراً للتدريب تابعاًَ لحركة «حماس»، من دون أن يسفر الهجوم عن سقوط ضحايا. وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان أن الغارة الأولى استهدفت «السعيدني الذي كان يخطط لهجوم يفترض أن ينفذ على طول الحدود مع سيناء (في مصر) بالتعاون مع ناشطين متمركزين في قطاع غزة وفي سيناء». وأضاف البيان أن «السعيدني كان مسؤولاً عن سلسلة هجمات إرهابية وإطلاق صواريخ على جنوب إسرائيل». «أبو الوليد المقدسي» وكان «أبو الوليد المقدسي» يشغل قائد جماعة «التوحيد والجهاد» السلفية بعد مقتل مؤسسها عبد اللطيف موسى في اشتباكات مع قوى الأمن التابعة لحكومة «حماس» عام 2009 في رفح جنوب قطاع غزة. وبحسب مصادر قريبة من السلفيين، يعتبر السعيدني من مؤسسي جماعة «مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس» التي تمثل اتحاد جماعات سلفية جهادية عدة. وتبنت هذه الجماعة سلسلة هجمات على المناطق الإسرائيلية، إذ أطلقت صواريخ عدة اسفر احدها عن إصابة إسرائيلي في مدينة نتيفوت ليل الجمعة - السبت اثر إصابة منزل بصاروخ «غراد». يذكر أن أجهزة الأمن التابعة للحكومة المقالة كانت اعتقلت السعيدني مرات عدة، أولها في آذار (مارس) عام 2011، وذلك بسبب نشاطاته وأفكاره المتشددة في قطاع غزة، وأفرج عنه أخيراً قبل نحو ثلاثة اشهر «بعد تدخل شخصيات، خصوصاً من الأردن، بسبب تدهور حالته الصحية»، وفق ما أعلنت مصادر قريبة من الجماعة. ولد السعيدني في القاهرة عام 1969، وهو يحمل شهادتين في الأدب العربي وعلم الحديث الإسلامي، قبل أن يعود بواسطة الأنفاق على الحدود بين قطاع غزة ومصر، إلى غزة للإقامة فيها، وفق مصادر مطلعة. وكانت الجماعات السلفية المتطرفة التي خطفت الناشط الإيطالي فيتوريو اريغوني في نيسان (أبريل) 2011، طالبت حكومة «حماس» بالإفراج عن السعيدني في مقابل إخلاء سبيل اريغوني، لكن الخاطفين قتلوا الناشط الإيطالي أثناء محاولة تحريره. وكثفت أجهزة امن «حماس» حملتها الأمنية ضد الجماعات السلفية المتشددة في قطاع غزة بعد الهجوم الدامي في سيناء الذي اسفر عن مقتل 16 من حرس الحدود المصريين في الخامس من آب (أغسطس) الماضي. وتتهم هذه الجماعات «حماس» باعتقال واستدعاء العشرات من عناصرها، خصوصا بعد هجوم سيناء. وفي وقت لاحق، اعلن مصدر طبي فلسطيني عن غارة إسرائيلية على شرق دير البلح وسط قطاع غزة أسفرت عن سقوط قتيلين وجريحين في حال خطرة، ليرتفع إلى خمسة عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في هجمات على القطاع خلال اقل من 24 ساعة. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في الحكومة المقالة اشرف القدرة: «قتل كل من عز الدين أبو نصيرة (23 سنة) وأحمد فطاير (22 سنة)، وكلاهما من دير البلح وسط قطاع غزة، فيما أصيب اثنان هما في حال حرجة» في الغارة. وأوضح أن الغارة الإسرائيلية استهدفت دراجة نارية شرق دير البلح.