خضع المُتسبب في حادثة دهس الطالبات الأربع في محافظة القطيف، الأسبوع الماضي، إلى الاستجواب مجدداً في دار الملاحظة الاجتماعية، حيث يُحتجز، فيما تقرر بتر جزء آخر من قدم المصابة فاطمة موسى الجميعة (10 سنوات). في الوقت الذي خرجت فيه ابنتا عمهما هديل عبد المحسن الجميعة (8 سنوات) وإسراء إسماعيل الجميعة (10 سنوات) من المستشفى. بعد أن تلقتا العلاج من كسور مضاعفة في القدم والوجه والفكين، تعرضتا لها إثر الحادثة. وأبلغ عم المصابات يوسف الجميعة، «الحياة»، أنه «تقرر بتر جزء آخر من قدم فاطمة، نتيجة لعدم استجابتها للعلاج»، لافتاً إلى أن البتر الأول كان «أسفل الركبة. وقرر الأطباء أن يتم بتر جزء أعلى الركبة». وأضاف أن «فاطمة موسى لا تزال في العناية المشددة، وتُمنع عنها الزيارة إلى حين التئام الجرح، ولكن من الممكن رؤيتها من خلف الزجاج». وشهدت الأيام الماضية، تداول رسائل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تدعو إلى التبرع بالدم لفاطمة. وقال عم الطفلة: «احتاجت ابنة أخي لنقل دم، وانتشرت رسائل تدعو إلى التبرع لها. وحضر عدد من الراغبين في التبرع إلى المستشفى. واكتفوا بمن حضر»، موضحاً أن هديل، التي أصيبت بكسور متعددة في إحدى قدميها، «خرجت من المستشفى، وكذلك الأمر مع إسراء إسماعيل (8 سنوات)، التي عولجت من كسور في الفك والوجه. فيما لا تزال فاطمة يوسف (10 سنوات) ترقد على السرير الأبيض في المستشفى، لمعالجتها من حروق في الصدر والبطن». إلى ذلك، كشف مصدر قريب من عائلة المُتسبب في الحادثة أمين الراشد، ل «الحياة»، عن «إعادة التحقيق معه في دار الملاحظة، وأدلى بالأقوال نفسها التي قدمها في التحقيق الأول. ولكن بتفصيل أكثر»، لافتاً إلى أن أسرته «تتواصل مع العائلة المفجوعة في بناتها الأربع. وتمت زيارتهم في مجلسهم، وكذلك زيارة المنومات في مستشفى القطيف المركزي». يُشار إلى أن الحادثة وقعت مطلع الأسبوع الماضي، حين كان أمين (17 سنة)، يقود سيارته بالقرب من المدرسة الابتدائية، أثناء خروج الطالبات، ونتيجة للزحام الذي فوجئ به، مالت به السيارة تجاه الطالبات. وأكدت أسرته أنه «بقي في سيارته لحين حضور الشرطة» نافية ما تردد عن هربه من الموقع. فيما حمّلت أسرة الجميعة، إدارة المدرسة «جزءاً كبيراً» من مسؤولية الحادثة، «لسماحها للطالبات بالخروج إلى الشارع، من دون وضع آلية لذلك، إلا بعد حدوث الحادثة بيوم، إذ أصبح يتم مناداة الطالبات بمكبر الصوت، للخروج في حال حضور سياراتهن. ونفى مرور الشرقية، تهمة التفحيط عن المُتسبب في الحادثة، بعد إجراء التحقيق معه. وأرجع السبب إلى «عدم الانتباه والمفاجأة، ومن ثم الانحراف، ولعدم وجود رصيف حول المدرسة اصطدم بالطالبات، وأُحيل إلى دار الملاحظة الاجتماعية».