يشهد سوق الورد في اليمن انتعاشاً بعد ركود نجم عن الحوادث الإرهابية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة. وبدا أن إقبال يمنيين على شراء الورد يعوض الخسارة الناجمة عن انحسار الأجانب الذين كانوا يشكلون غالبية زبائن محال بيع الورد. ويأتي هذا الإقبال في وقت تراجع الاهتمام بال «مشاقر»، وهي نباتات عطرية تستخدم للزينة. وانتشرت محال بيع الورد في صنعاء والمدن الرئيسة. ويؤكد بسام شجاع الدين الذي تزرع أسرته الورد تملك محال لبيعه أن «إقبال اليمنيين على سوق الورد يتنامى في شكل جيد»، موضحاً أن شراء الورد لم يعد يقتصر على سكان المدن، بل يشمل بعض أبناء القبائل. ويضيف: «على رغم انحسار زبائننا من الأجانب بسبب الأعمال الإرهابية التي شهدها اليمن خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الخسارة لم تكن كبيرة نتيجة ازدياد عدد اليمنيين الذين يقبلون على شراء الورد». ويشير إلى أن اليمنيين باتوا يشكلون 85 في المئة من الزبائن، «ما يبشر بازدهار سوق الورد». ويتراوح سعر باقة الورد بين 1000 و1500 ريال (نحو 8 دولارات). وبحسب شجاع الدين، فإن موسم الأعراس من أفضل المواسم لبيع الورد في مقابل أعياد الميلاد بالنسبة إلى الغرب. ويوجد في صنعاء نحو 40 محلاً تبيع الورود وتتركز في الأحياء التي يقطنها أثرياء وأجانب. ويرى متخصصون أن الاهتمام بالورد باعتباره ثقافة تعبر عن عواطف معينة لم يترسخ بعد في اليمن. وما زال هناك من يستغرب أن يهدى المريض ورداً. وتقول مريم (33 سنة) انها شعرت بالارتباك عندما لاحظت البعض ينظر إليها باستغراب خلال زيارتها مستشفى ترقد فيه صديقة لها. وتضيف: «لم استوعب أن الأمر يتعلق بالورد الذي كنت احمله، إلا حين وصلت غرفة صديقتي»، مشيرة إلى أن بعض الأطباء والممرضين أحياناً يمازحونها طالبين أن تجلب شيئاً يؤكل بدلاً من الورد.