كشفت مصادر إسلامية أمس أن الشيخ حافظ سلامة، قائد «المقاومة الشعبية» في السويس وأحد الشيوخ الجهاديين المعروفين في مصر، دخل مساء الخميس إلى الأراضي السورية من تركيا في زيارة تهدف إلى تقديم الدعم للثوار السوريين. وتُذكّر زيارته بزيارات مماثلة قام بها إلى ليبيا خلال الانتفاضة ضد حكم العقيد الراحل معمر القذافي العام الماضي، لكنها تعيد في المقابل تسليط الضوء على دور من يوصفون ب «الجهاديين» في الثورة السورية، وهو دور لا تخفي الأوساط الغربية أنه يعيق مد الثوار بأسلحة متطورة هم بأمس الحاجة إليها في حربهم ضد النظام الحاكم في دمشق. وأعلن «المرصد الإعلامي الإسلامي» (مقره لندن)، في بيان، أن زيارة من وصفه ب «شيخ المجاهدين الشيخ حافظ سلامة» للأراضي السورية بدأت مساء أول من أمس عندما عبر الحدود التركية «وسط تهليل وتكبير وترحاب المجاهدين والأهالي»، وأنه يأمل بأن تكون زيارته هذه «تكراراً لمشاركته ومساهمته في إسقاط الطواغيت كما ساهم من قبل في ثورة 25 يناير المصرية وإسقاط نظام (الرئيس المخلوع حسني) مبارك». وأضاف أن الشيخ سلامة (78 سنة) جاء «لمساندة اللاجئين السوريين والاطمئنان على ثوار سورية» واصطحب معه «كمية كبيرة من المعونات المادية والعينية». وتابع أن «الشيخ حافظ سلامة يرى فرضية بذل أقصى الجهد من أجل تطهير كل البلاد العربية من الطغاة والمنتفعين من ثرواتها»، وأنه «دعا الشباب في الدول العربية والإسلامية إلى التطوع للجهاد في سورية لمساندة السوريين في كفاحهم ضد المذابح الدموية التي يرتكبها النظام»، وأنه يعتبر «هذا الجهاد استكمالاً لسلسلة الجهاد الإسلامي الذي قام به شباب الدول العربية والإسلامية في البوسنة والهرسك والشيشان وأفغانستان والعراق وليبيا». وتابع أن الشيخ سلامة «ناشد الشباب العربي والإسلامي بمساندة الشعب السوري إلى حين سقوط حكم بشار ... ونظام حكم البعث القمعي، وإعلاء كلمة الله». ومن المفترض أن يكون الشيخ المصري قد أدى صلاة الجمعة على الأراضي السورية أمس، لكن «المرصد» امتنع عن تحديد المنطقة التي هو فيها. وقال مدير «المرصد» ياسر السري «إن شيخ المجاهدين بخير والحمد لله وقد اتصلت به في سورية واطمأننت عليه وهو بين أهله والشباب المجاهدين يلتفون من حوله». وتنشط جماعات «جهادية» عدة في الثورة السورية حالياً إلى جانب فصائل «الجيش السوري الحر». لكن هؤلاء الجهاديين، وبينهم عدد لا بأس به من الوافدين من دول عربية وإسلامية وحتى من المسلمين في الغرب، يثيرون مخاوف لدى الولاياتالمتحدة ودول أوروبية من إمكان وجود ارتباطات لبعضهم على الأقل بتنظيم «القاعدة». وواحدة من أكثر الجماعات «الجهادية» التي يُشتبه في ارتباطها ب «القاعدة» هي جماعة «جبهة النصرة» التي تبنت عدداً من التفجيرات التي قام بها «انتحاريون». كما أن هناك جماعة جهادية أخرى تنشط على الحدود التركية - السورية وتضم متطوعين أجانب وتُطلق على نفسها «الدولة الإسلامية» التي قُتل زعيمها الدكتور أبو محمد الشامي (العبسي) قبل فترة وجيزة على يد جماعة أخرى من الثوار. وهناك أيضاً جماعة تُطلق على نفسها «لواء الأمة» وتضم متطوعين من دول عربية يقودهم الليبي مهدي الحاراتي الذي لعب دوراً في الثورة ضد نظام العقيد القذافي عام 2011. أما على حدود سورية الجنوبية، فتتحدث تقارير عديدة عن قيام متطوعين «جهاديين» بعبور الأراضي الأردنية للقيام بعمليات ضد القوات السورية، وهو أمر يتكرر أيضاً على الحدود السورية مع العراق حيث تفيد تقارير بانتقال «جهاديين» مرتبطين ب «الدولة الإسلامية» (فرع «القاعدة» العراقي) للمشاركة في القتال ضد حكم الرئيس السوري. وعلى رغم أن نسبة الجهاديين الأجانب في الثورة السورية ليست واضحة كلياً، إلا أن الاعتقاد السائد أنهم لا يشكلون سوى جزء صغير من الوعاء الكلي للثوار الذين جاء قسم كبير منهم من صفوف المنشقين على الجيش النظامي، إضافة إلى مقاتلين محسوبين على تيارات إسلامية سورية، مثل «الإخوان» و«الجهاديين».