دعا نائب ديموقراطي إلى مقاطعة مترو واشنطن ووسائل نقل في مدن اخرى وضعت فيها ملصقات لحملة إعلانية مؤيدة لإسرائيل تدين الجهاد و»الوحشية» في العالم الإسلامي. ووضعت الملصقات التي وزعت أيضاً في قطارات في نيويورك وحافلات في سان فرانسيسكو هذا الأسبوع، في اربع من محطات مترو واشنطن بعدما رأى قاض أن المجموعة التي تقف وراء الحملة تملك حق حرية التعبير. وحاولت إدارة مترو واشنطن، التي عبرت عن قلقها من مشاكل أمنية، تأخير وضع هذه الملصقات التي كتب عليها «في كل حرب بين الإنسان المتحضر والمتوحش ادعموا الإنسان المتحضر. ادعموا إسرائيل. اهزموا الجهاد». وقال النائب عن كاليفورنيا مايك هوندا في بيان انه يدعم حرية التعبير التي يكفلها الدستور ويتفهم قرار القضاء. لكنه رأى أيضاً أن «الحق في عدم دعم خطابات للكراهية هو حق أيضاً». وأضاف «لهذا السبب اشجع الناس على مقاطعة مترو واشنطن إذا كان ذلك ممكناً ووسائل النقل العامة في أماكن اخرى وضعت فيها هذه الملصقات حتى سحب الملصقات». وأكد النائب الأميركي «لا يتوجب علينا دعم خطابات الكراهية». وتابع هوندا الذي احتجز خلال طفولته في معسكر اعتقال في الولاياتالمتحدة بسبب اصله الياباني، انه يعتبر هذه القضية «شخصية جداً»، موضحاً أنها تذكره «بالملصقات المليئة بالحقد والصور الكاريكاتورية التي شبهت الأميركيين اليابانيين بالمتوحشين» خلال الحرب العالمية الثانية. واستطرد «نتعلم من التاريخ أن لخطاب الكراهية والهستيريا عواقب وخيمة، نتيجة المحاباة الاجتماعية وإخفاق القيادة السياسية وغياب الشجاعة للتصدي للكراهية». ورفضت باميلا غيلر مديرة منظمة «المبادرة الأميركية للدفاع عن الحرية» (اميريكان فريدوم ديفانس انشياتيف) التي تقف وراء الحملة، الاتهامات بأن الحملة تطال كل المسلمين. وقالت إن الحملة «تشير إلى الجهاد (...) كل إرهابيي الجهاد هم مسلمون، ولكن كل المسلمين ليسوا إرهابيين». وأضافت أن الملصق «لا يشير إلى المسلمين إطلاقاً». وتابعت أن «الملصق يتحدث عن الجهاد. انه يدعو الناس إلى الوقوف ضد الذين يشنون هجمات جهادية ضد مدنيين أبرياء والذين يحتفلون بهم ويعتبرونهم أبطالاً». وانتقدت رابطة مكافحة التشهير التي تعد اكبر مجموعة أميركية لمكافحة معاداة السامية غيلر بشدة، واتهمتها «بالتعصب الأعمى الشديد ضد المسلمين وتبني نظريات المؤامرة». وفي إطار محاولاتها لتأخير نشر الملصقات، قالت إدارة مترو واشنطن إنها تشعر بالقلق غداة الهجمات التي استهدفت مصالح أميركية في دول إسلامية بعد عرض مقاطع من فيلم مسيء للإسلام على موقع «يوتيوب». ورفض ناطق باسم سلطة النقل التعليق على الدعوة إلى المقاطعة، مؤكداً أن الإدارة ليس لديها ما تقوله بشأن الملصقات غير البيانات التي تصدر عن القضاء. ودعت مجموعة تضم اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، سلطة النقل إلى تأمين مساحة «لملصقات مضادة تدعو إلى التفاهم والتسامح». وفي نيويورك، حيث لم ترغب سلطة النقل في نشر الملصقات أيضاً، أوقفت الناشطة الأميركية المصرية منى الطحاوي لأنها قامت ببخ دهان على الملصقات، معتبرة انه شكل من الاحتجاج غير العنيف.