على رغم مُضى حوالى 19 عاماً، منذ أن أحرز لاعب سان مارينو دافيد غوالتييري هدفه الشهير في الثانية الثامنة في الشباك الانكليزية، إلا أنه لا يزال في ذاكرة المشجعين الذين يلتقطون الصور التذكارية معه. تعود قصة هدف غوالتيبري إلى مباراة كانت بين انكلترا وسان مارينو، اضعف دول القارة الاوروبية كروياً، التي أقيمت في ال17 من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1993، ضمن تصفيات كأس العالم 1994، فبعد مرور 8.3 ثانية بالتمام والكمال، ارتكب الظهير الايسر المعروف ستيوارت بيرس خطأً بارجاع الكرة، لتصل الى غوالتييري الذي استغل الفرصة، ليدهش العالم بهدف في شباك من اخترع كرة القدم. ذكرى غوالتييري ظهرت للسطح مجدداً في إطار مواجهة المجموعة الثامنة بين المنتخبين في الجولة الثالثة من تصفيات اوروبا المؤهلة الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل عام 2014، إذ تطمح انكلترا الى محو نتيجتها المخيبة امام ضيفتها اوكرانيا بهدف لمثله في الجولة الماضية، وتحقيق فوز كاسح على ضيفتها سان مارينو صاحبة المركز الاخير، ورفع المعنويات قبل القمة النارية امام بولندا الثلثاء المقبل. ولم يوجه مدرب المنتخب الانكليزي روي هودجسون الدعوة الى قطب دفاع مانشستر يونايتد ريو فرديناند الذي كان مرجحاً عودته الى التشكيلة عقب اعتزال قائد المنتخب السابق وتشلسي حالياً جون تيري اللعب دولياً، في المقابل، وجه الدعوة للمرة الاولى الى مدافع ستوك سيتي راين شوكروس. وتتقاسم انكلترا الصدارة مع مونتينيغرو وبولندا برصيد 4 نقاط بفارق 3 نقاط امام اوكرانيا، التي لعبت مباراة واحدة فقط حتى الان، فيما تحتل سان مارينو ومولدافيا المركز الاخير من دون رصيد، علماً بان الاولى لعبت مباراة واحدة فقط. وتلعب مولدافيا مع اوكرانيا. وبالعودة إلى صاحب «هدف الثواني الثمانية» غوالتييري فلا يبدو أنه سينسى تلك الذكرى: «لن أنسى تلك اللحظة ملطقاً ما حييت، فقد حلمت بذلك، لكن لم اتوقع أن يحدث، بصراحة نحن نواجه صعوبات بالتسجيل في أي احد، فكيف اذا كان فريقاً بمستوى الانكليزي». تلك المباراة عادت وانتهت بسبعة اهداف لمصلحة انكلترا في مقابل هدف واحد هز شباكها، فيما كان «الأسود الثلاثة» بحاجة الى الفوز بفارق 7 اهداف على سان مارينو، شرط ان تخسر هولندا امام بولندا في بوزنان، إلا أن النتيجة منحت هولندا التأهل الى نهائيات «مونديال 1994». مدرب انكلترا غراهام تايلور يتذكر تلك المباراة ويقول: «حين اهتزت شباك فريقي بعد اقل من 9 ثوانٍ في المباراة، نظرت الى السماء وقلت: يا إلهي أي خطأ اقترفت؟». ويكمل تايلور الذي فشل مع الانكليز في بطولة امم اوروبا 1992 في السويد، يوم خرج من الدور الاول، كما فشل في التأهل الى كاس العالم المذكورة فأقيل من منصبه وعيّن مكانه تيري فينابلز: «اضحك كلما تذكرت تلك اللحظة، لأنها قصة حقيقية، وانا مستعد ان اتحمل مسؤولية النتائج، وحتى أي هدف دخل مرمى انكلترا خلال فترة تدريبي للفريق، لكن ان تهتز شباكنا بعد ثماني ثوانٍ فقط كان امراً لا يصدق، ومع قناعتي اننا كنا سنفوز بنتيجة كبيرة، لكني كنت أكرر بيني وبين نفسي لحظة الهدف: ماذا يحصل يا الهي؟». تبادل دايفيد غوالتييري في ذلك اليوم قميصه مع ستيورات بيرس بعد صافرة النهاية، لكنه لم يتحدث الى أي لاعب انكليزي بعد المباراة، لأنهم «كانوا غاضبين جداً» على حد قوله. وبعد المواجهة ب6 ايام جرى تغيير الجهاز الفني في منتخب انكلترا. اللافت ان غوالتييري لم يعرف انه أضحى صاحب اسرع هدف بعد المباراة الا من الصحافيين، كما انه لم يصدق ان صورته نشرت على الصفحات الاولى للصحف البريطانية في اليوم التالي، الى ان وصلته نسخة من «الديلي ميرور» مع عنوان «نهاية العالم»، في اشارة الى ان هدف سان مارينو في انكلترا بمثابة نهاية العالم للانكليز. غوالتييري يبلغ من العمر الان 41 عاماً، ويعمل بائعاً لأجهزة الكومبيوتر في سان مارينو، واجاب على اسئلة الصحف البريطانية عبر زوجته كاترينا التي كانت تترجم له، في حين كانت الابتسامة ترتسم على محياه حين يتحدث أحدهم عن هدفه الشهير، بينما يُنتظر أن يتابع بلا شك مباراة اليوم على أمل أن يشاهد هدفاً باكراً لمنتخب بلاده. من جانبه، أعلن الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم أن اللاعبين فرانك رايكارد وراين بيرتراند سيغيبان عن منتخب إنكلترا في مبارات اليوم أمام سان مارينو بسبب الإصابة والمرض، إذ يعاني لامبارد (34 عاماً) من إصابة في ركبته تعرض لها في المباراة التي فاز فريقه تشلسي بطل أوروبا على نوريتش سيتي 4-1 السبت الماضي في الدوري الإنكليزي، إذ اضطر إلى الخروج في الشوط الثاني. أما بيرتراند، زميل لامبارد في تشلسي أيضاً، فلم يتمكن من العودة إلى التدريبات كما كان مقرراً هذا الأسبوع بسبب المرض (فيروس في الحنجرة)، وسيعود اللاعبان إلى تشلسي لمتابعة العلاج على أن يلتحقا مجدداً بصفوف المنتخب الإنكليزي في مباراته التالية ضد بولندا الثلثاء المقبل.