يظهر معرض في كولوسيوم روما إن الرومان لم يكونوا غزاة دمويين كما يوصفون، بل أيضاً إداريين عقلاء تمكنوا من استيعاب شعوب المناطق التي سيطروا عليها ودمجها. وتبرز منحوتات، ورسوم وفسيفساء وقطع نقدية ومسلات جنائزية، كيف تمكنت الامبراطورية الرومانية من استيعاب الثقافات المحلية المختلفة لجذب السكان واستغلال المواهب الفردية مهما كان مصدرها. وأوضح أحد مفوضي المعرض، أندريا غاردينا، المؤرخ في جامعة بيزا أنه «خلافاً للإغريق لم تكن الامبراطورية الرومانية تعير اهتماماً للصفاء الاتني، بل كانت تحتفي بالاختلاط الاتني والاجتماعي». ويتوقف المعرض عند محطات أساسية مثل مرسوم كركلا الذي منح عام 212 بعد الميلاد، الجنسية الرومانية إلى كل الأحرار في الامبراطورية الذين لم يكونوا يحملونها. وكذلك خطاب الإمبراطور كلاوديو لإقناع أعضاء مجلس الشيوخ بقبول ممثلين عن منطقة الغال في صفوفهم. وقال المفوض الثاني، فابريتزيو بيساندو، عالم الآثار والأستاذ في جامعة نابولي: «حاولنا لفت انتباه الزوار من خلال الكلمات». وكانت قدرة الرومان على استيعاب الآخر، محط إعجاب معاصريهم وحتى الأعداء منهم. فكتب ملك مقدونيا فيليبوس الخامس في رسالة إلى هنيبعل عدو روما: «افعلوا مثل الرومان الذين أصبحوا أقوياء بإعتاقهم العبيد وجعلهم مواطنين لهم». وهذا الانفتاح سيطاول أيضاً قمة السلم الاجتماعي، إذ أن أباطرة عدة أتوا من أقاصي الامبراطورية مثل سبيتيوس سيفيروس (193-211) الذي ولد في ما يعرف الآن بليبيا. والمعرض يقام في الكولوسيوم، رمز النفوذ الروماني بامتياز، إلا أن المنتدى الروماني، يستضيف أيضاً أجزاء من المعرض الذي يستمر حتى آذار (مارس) المقبل.