عكفت اقطاب وأحزاب سياسية لبنانية على تقويم نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية التي أُجريت في محافظة جبل لبنان وما حملته من مفاجآت لبعضهم، وأكدت توقعات بعضهم الآخر. واعتبر رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان «اكثر من نصف مسيحيي جبل لبنان اجتازوا اكثر من نصف الطريق باتجاه 14 آذار، وبعد تاريخ 2 ايار (مايو) يمكننا القول وفي شكل مؤكد ان اكثرية محترمة من المسيحيين هي الى جانب مشروع 14 آذار». وقال جعجع ل «وكالة الأنباء المركزية»: «في المدن والقرى التي حصلت فيها معارك على اسس سياسية نستطيع استنتاج ان اكثر من نصف مسيحيي جبل لبنان هم بالمطلق يؤيدون مشروع 14 آذار». ورأى ان سبب ما حصل ان الناس «عندما رأوا ان العماد عون لا يزال كما هو، لا بل اصبحت النظرة التي يعتمدها للبنان، مشروع 8 آذار بشقيه: حزب الله في الداخل وسورية في الخارج، وكأنها باتت ايديولوجية عنده، بدأ الناس بالتغيير وتأكدت ان العملية ليست عملية تكتيك سياسي بسيط. لذلك بدأوا يرتدّون عنه ويأتون الى صفوف 14 آذار. وهذا التحول الذي بدأ في جبل لبنان سيتسرّع اكثر فأكثر». وعن انتخابات بيروت، قال جعجع: «للأسف التيار الوطني الحر ربط نفسه بحزب الله ورفض كل دعواتنا للتفاهم وإياه على المقاعد المسيحية ودخل في لعبة المطالبة بمقاعد للمعارضين السنّة في الوقت الذي نعلم فيه جيداً ان حجمهم قليل جداً في بيروت، وبات يريد الدخول ايضاً في ألاعيب اكبر بكثير مما هو مطروح. باب التفاوض اقفل بعد انتظار اسبوعين وثلاثة اسابيع، واللائحة ستعلن ونتمنى ان تخوض الانتخابات في شكل ديموقراطي». وأبدى منسق اللجنة المركزية في حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل ارتياح الحزب لنتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان، معلناً فوز 425 كتائبياً في هذه المحافظة. واوضح خلال مؤتمر صحافي في بيت الكتائب المركزي – الصيفي، ان الحزب «تمكن من حصد 312 عضو بلدية في جبل لبنان و113 مختاراً، وهذا دليل صحيّ جداً». جبيل وفي جبيل، رأى رئيس «لائحة الولاء لجبيل» الوزير السابق جان لوي قرداحي والتي خسرت في الانتخابات، ان «صناديق الاقتراع حملت نتائج غير التي اردتموها وان احترامنا لخيار ابناء مدينة جبيل لا يمنعنا من التساؤل عما حصل الاحد وهل يعكس خياراً جبيلياً صرفاً محرراً من الضغوط والترغيب والترهيب. وما يدفعنا الى هذا التساؤل وقائع معروفة حصلت قبل العملية الانتخابية وخلالها وبعدها». وقال: «الشيعة من ابناء جبيل كانوا عادة من الداعمين لنا، او كان من المفترض ان يكونوا هكذا على رغم ان الاصوات لم تشر الى هذه النسب، ولكن تحالفنا الرسمي كان مع التيار الوطني الحر والقاعدة الكتائبية ومع حزب الطاشناق وليس حزب الله. وقلت انه في النتائج ثلثا الناخبين الشيعة في جبيل صوتوا للائحة الاخرى، وهذا يقتضي توضيحاً من المعنيين وأتابع هذا الموضوع بكل صداقة ومحبة وحتى اليوم لم يصلني اي جواب». وأعلنت عمدة الإذاعة والإعلام في الحزب «السوري القومي الاجتماعي» في بيان «ان لائحة القوميين والعائلات المدعومة من الحزب، حققت خرقاً في لائحة حزب الكتائب في بكفيا من خلال المرشح ايلي شكري صقر، كما حققت لائحة القوميين والعائلات خرقاً في اللائحة المدعومة من الكتائب و «القوات اللبنانية» و «التيار الوطني الحر» و «تيار المر» في جل الديب بفوز فادي أبو جودة لعضوية المجلس البلدي». واعتبر أمين السر العام في «الحزب التقدمي الاشتراكي» المقدم شريف فياض أن تجربة انتخابات جبل لبنان «كانت ايجابية كمرحلة أولى»، وأوضح في حديث الى «وكالة الأنباء المركزية» أن «هذه الانتخابات على رغم نجاحها لم تكن على مستوى الكمال فهناك أخطاء وثغرات وهذا ما لا يرضى به النائب وليد جنبلاط والحزب، نسعى الى إصلاحها وتعزيزها، ضمن مناخ التوافق».